للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالألحان،، وقال محمد بن عبد الحكم: رأيت أبى والشافعي ويوسف بن عمير يسمعون القرآن بالألحان. (١)

وتأولها ابن عيينة أن معناها الجهر والاستغناء.

وهذا مردود بصراحة النصوص الأخرى كقوله زينوا القرآن، وحديث أبي موسى. وبين الشافعي بطلان هذا القول لغة.

قال الشافعي : "لا بأس بالقراءة بالألحان وتحسين الصوت بأي وجه ما كان وأحب ما يقرأ إلي حدرا وتحزينا (قال المزني) سمعت الشافعي يقول لو كان معنى يتغنى بالقرآن على الاستغناء لكان يتغانى وتحسين الصوت هو يتغنى، ولكنه يراد به تحسين الصوت " (٢).

٢ - أما الذي كرهوا ذلك:

فهو منقول عن بعض الصحابة والتابعين، وهو قول مالك (٣) وأحمد (٤) قال ابن بطال روي عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب، والحسن، وابن سيرين، وسعيد بن جبير والنخعي،، وقال النخعي: كانوا يكرهون القراءة بتطريب، وكانوا إذا قرأوا القرآن قرأوه حدرا ترتيلا بحزن، وهو قول


(١) شرح صحيح البخاري لابن بطال (١٠/ ٢٦٠).
(٢) الحاوي الكبير (١٧/ ١٩٦).
(٣) البيان والتحصيل (١/ ٢٧٥) وانظر منح الجليل شرح مختصر خليل (١/ ٣٣٣).
جواهر الإكليل شرح مختصر خليل ١/ ٧١ ط دار الفكر: قال خليل: "وَقِرَاءَةٌ بِتَلْحِينٍ: كَجَمَاعَةٍ".
قال في الجواهر: "كره (قراءة بتلحين) أي تطريب صوت لا يخرج عن حد القراءة والاحرم (كقراءة (جماعة) معا بصوت واحد فتكره لمخالفة العمل وتأديتها لترك بعضهم شيئا من القراءة لبعض عند ضيق النفس وسبق الغير لعدم الإصغاء المأمور به في قوله تعالى: ﴿وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون﴾.
(٤) المغني لابن قدامة (٢/ ٦١٣ ت التركي).

<<  <   >  >>