للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا ما فهمه الصحابة بإجماع فقد ثبت عن عمر والصحابة صلاة إحدى عشرة، وصلاة ثلاثة عشرة ركعة، وصلاة عشرين.

فقد أخرج مالك عن محمد بن يوسف، عن السائب بن يزيد، أنه قال: أمر عمر بن الخطاب أبي بن كعب وتميمًا الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة قال: "وقد كان القارئ يقرأ بالمئين، حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر".

قلت: هذا سند صحيح.

لكن ابن عبد البر قال إن مالكًا غلظ في رواية إحدى عشرة؛ لأن غيره يقول عشرين، وتغليط مالك عسر لذلك تعقبه الزرقاني والحق مع الزرقاني؛ لأن مالكًا لم يتفرد به فقد تابعه يحيى القطان وغيره (١).

أما رواية ثلاثة عشرة، فهي عند ابن نصر من طريق رواه محمَّد بن إسحاق عن محمَّد بن يوسف عن السائب بن يزيد قال: " كنا نصلي في زمن عمر بن الخطاب في رمضان ثلاث عشرة ركعة ولكن والله ما كنا نخرج إلا في وجاه الصبح كان القارئ يقرأ في كل ركعة بخمسين آية ستين آية". رواه محمَّد بن نصر وقال قال ابن إسحاق: "وما سمعت في ذلك حديثًا هو أثبت عندي، ولا أحرى بأن يكون كان من حديث السائب وذلك أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كانت له من الليل ثلاث عشرة ركعة اه" (٢)، قلت: وهو حسن صحيح.


(١) مصنف ابن أبي شيبة (٢/ ١٦٢ ت الحوت)، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: ثنا بَقِيُّ بْنُ مَخْلَدٍ، ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، أَنَّ السَّائِبَ أَخْبَرَهُ: أَنَّ عُمَرَ جَمَعَ النَّاسَ عَلَى أُبَيٍّ وَتَمِيمٍ فَكَانَا يُصَلِّيَانِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَآنِ بِالْمِئِينَ يَعْنِي فِي رَمَضَانَ.
(٢) البيهقي (٢/ ٦٩٨ ط العلمية). مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر (ص ٢٢٠).

<<  <   >  >>