بالمفطرات، ولا بموضع وصولها؛ بل الجهاز التنفسي مستقل أصلًا، والاشتراك في المدخل لا يقتضي الإفطار، لكن ثم إشكال مذهبي آخر هو: أن من يرى العلة الجوف كالشافعية فإدخال الأنبوب إلى الجهاز التنفسي دخول عين إلى الجوف.
والسبب في هذا التعليل هو التصورات في عصرهم عن الجوف والجهاز الهضمي واتصالاته.
وأجزم لو شهد فقهاء الشافعية المجتهدون هذا الانفصال الواضح بين الجهازين لكان عندهم قول على الأقل بعدم الإفطار.
إشكالات ترافق إدخال الأنبوب:
بين الخبراء من الأطباء في المجمع أن هناك أمورًا هامة ينبغي التنبه لها عند مناقشة حكم تأثير أنبوب التنفس على الصيام، وهي ملخصة في أربع نقاط (١):
الأولى: إعطاء السوائل عبر الوريد.
الثانية: الإغماء وفقدان الوعي أثناء التخدير.
والثالثة: أنه قد يدخل أحيانًا أنبوب إلى المعدة لاستخراج السوائل المتراكمة فيها.
والرابعة: أن المريض قد يتقيأ بعد العملية من أثر التخدير.
قلت: الإشكالية البينة هي المحاليل المغذية عبر الوريد وهذه مفطرة بلا شك كونها طعاما وشرابا في شكله النهائي القابل للامتصاص.
وهذا من القياس المساوي، وعليه فإن التخدير الكلي مفطر للصائم لا لأجل الأنبوب؛ بل لأجل المحاليل الغذائية التي تقوم مقام الطعام والشراب، أما القيء فهو غير متعمد والنص على أنه لا يضر الصوم، وقد تقدم تحقيقه.