للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معذورون في ذلك فربما كان بعض ذلك ناجمًا عن عدم درايتهم بتشريح الجسم في ذلك الحين.

أما الآن فليس هناك أدنى شك في أن الدماغ لا يرتبط بالجهاز الهضمي، وأن المثانة والإحليل لا علاقة لهما بالجهاز الهضمي، وأن المهبل والرحم منفصلان كليًّا عن جهاز الهضم.

وعليه، فإن ما ذكره الفقهاء من أن المأمومة ومداواتها، أو إدخال شيء في الإحليل، أو المثانة يفطر: لا أساس له من الصحة.

والذي أراه هو أن الجهاز الهضمي هو الجوف المقصود في الصيام فهو موضع الطعام والشراب (١).

٣ - ما كان في معنى الجهاز الهضمي كإيصال الغذاء عبر الوريد فهذا الغذاء حقيقي ولو لم يصل عبر الجهاز الهضمي، لكنه قام مقام الأكل تمامًا ومن الجمود أن يقال بعدم الإفطار؛ لأن الشريعة تساوي بين المتساويات في الحكم منجا وتفريعا. وسيأتي الكلام عليه.

٤ - ، وعلى هذا فما سنعتمده مطمئنين في تقنين المفطرات المعاصرة هي القاعدة السابقة التي وصلنا لها وهي: المفطر كل مأكول، أو مشروب معتادًا، أو نادرًا وصل إلى الجهاز الهضمي من منفذ عادي، أو طبي أو وصل من الوريد ما يقوم مقام الغذاء فهو مفطر.

هذه هي القاعدة:

فكل ما دخل الجهاز الهضمي من منفذ معتاد، أو منفذ طبي من كل مأكول ومشروب معتادا، أو غير متعاد، من المغذيات ولو نادرًا، أو الدوائيات.


(١) بحثه في مجلة مجمع الفقه الإسلامي (١٠/ ٧٥١ بترقيم الشاملة آليا). وهو رئيس قسم العناية المركزة بمستشفى الملك فهد استشاري أمراض القلب، عضو الكليات الملكية للأطباء الداخليين في بريطانيا، عضو الكليات الملكية للأطباء الداخليين في إيرالندا.

<<  <   >  >>