للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنعت النفس من أخلاق الجاهلين وكلامهم فقال ﴿فلا يرفث ولا يجهل﴾ (١).

والمقصود من هذا يصب في إطار مقصد كبير من مقاصد البعثة ﴿إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق﴾ (٢).

وبالتتبع تبين لي أن تكليفات الشرع إما تقويمية، أو تتميم، أو إنشاء، أو إلغاء، فكل الشريعة لا تخرج عن هذا.

ففي الأخلاق جاء ليتممها.

ومن تقويمه للعوج ما كان قد دخل على بعض أنواع التدين من عوج لذلك نص في الحديث على: ﴿وتقيم الملة العوجاء﴾ (٣).

أما الإنشاء فهي أحكام جديدة وتشريعات مستجدة، سواء كان في باب الواجب، أو الحرام، أو غيره.

أما الإلغاء فهو إلغاء الشيء من أصله، كهدمه للشرك، والربا، وكثير من الأمور الجاهلية المنحرفة.


(١) صحيح البخاري (٣/ ٢٤ ط السلطانية).
(٢) السنن الكبرى للبيهقي (١٠/ ٣٢٣).
(٣) صحيح البخاري (٣/ ٦٦ ط السلطانية) في حديث رويناه عن البخاري قال: حدثنا محمد بن سنان: حدثنا فليح: حدثنا هلال، عن عطاء بن يسار قال: «لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص : قلت: أخبرني عن صفة رسول الله في التوراة، قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا»، تابعه عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلال. وقال سعيد، عن هلال، عن عطاء، عن ابن سلام: غلف: كل شيء في غلاف، سيف أغلف، وقوس غلفاء، ورجل أغلف: إذا لم يكن مختونا.

<<  <   >  >>