يغلب نزول شيء المفطرات إن وصلت إليه فهو قياس مع الفارق الكبير فلا يصح.
ولم يأت نص يدل على أن الحلق محل تفطير سوى دلالة حديث:(وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا).
فإن منعه من المبالغة حالة الصوم دليل أن ما وصل إلى الحلق من الماء يفسد الصوم.
وما سبق إلى الحلق فالغالب نزوله. والذي يظهر أن ما وصل إلى الحلق من المائعات، أو المفطرات وتيقن عدم نزولها، أو غلب على ظنه فإنه لا يفطر، وقد أصاب الشافعية في جعل الحلق الباطن محلًا للإفطار؛ لأن ذلك المحل لاشك في نزوله منه إلى المعدة ويتعذر رده.
وهو ما وافقهم الطب الحديث كما في بحث طبي مقدم للمجمع الفقهي، للدكتور حسان، "ما هي أجزاء البلعوم؟
من المهم تحديد البلعوم (وهو ما يسميه الفقهاء بالحلق) وأجزائه، فهو الطريق الواصل إلى المريء، ومن، ثم إلى المعدة والأمعاء. والبلعوم هو جزء من القناة الهضمية يلي تجويف الفم، وهو ينقسم إلى ثلاثة أجزاء:
الجزء العلوي: وهو ما يسمى بالبلعوم الأنفي (Nasopharynx) وفيه تصب إفرازات الأنف والجيوب الأنفية، وما يوضع في الأنف من دواء، أو بخاخ، كما تصل إليه الدموع من العين والقطرات التي توضع في العين.
الجزء الأوسط: وهو ما يسمى بالبلعوم الفمي (Oropharynx) وعن طريقه يتم ابتلاع الطعام والشراب والدواء، وفيه تقع اللهاة واللوزتان.
الجزء السفلي: وهو ما يسمى بالبلعوم الحنجري: وفيه تقع فتحة الحنجرة والحبال الصوتية" (١).
(١) مجلة مجمع الفقه الإسلامي (١٠/ ٧٥٥ بترقيم الشاملة آليا).