للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فكل منفذ علوي طبيعي يوصل للحلق كان مفتوحًا، أم لا ويشمل هذا عندهم المسام فلو دخلت منها عين مائعة، أو جامدة فوجده في حلقه أفطر، وعليه فمن طلى رأسه بالحناء فوجدته في حلقه أفطر على المشهور.

وأما السفلية فلا تعتبر عندهم إلا الطبيعية الواسعة، وهي الدبر وفرج المرأة لا الإحليل، ولا الجائفة، ولا يؤثر إلا المائع الداخل منها فقط.

ولعل العلة في تفريق مالك أن السفلية لا توصل إلى ما يسمى جوفا إلا إن كانت طبيعية واسعة.

أما الضيقة فتصور أنها لا توصل.

أما العلوية فهي موصلة إلى الحلق، وهو موصل قطعا إلى الجوف المتفق وهي المعدة فاستوت كل المنافذ.

القاعدة الكلية المركبة للمفطرات:

حين نجمع بين أقوال الفقهاء في تحديد المفطرات ومحلها يتبين أنها من نوع العلة المركبة

فضابط الحنفية (١)، والشافعية (٢)،


(١) بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (٢/ ٩٣).
وما وصل إلى الجوف أو إلى الدماغ عن المخارق الأصلية كالأنف والأذن والدبر بأن استعط أو احتقن أو أقطر في أذنه فوصل إلى الجوف أو إلى الدماغ فسد صومه، أما إذا وصل إلى الجوف فلا شك فيه لوجود الأكل من حيث الصورة. وكذا إذا وصل إلى الدماغ لأنه له منفذ إلى الجوف فكان بمنزلة زاوية من زوايا الجوف.
(٢) منهاج الطالبين وعمدة المفتين في الفقه (ص ٧٥).
وعن وصول العين إلى ما يسمى جوفا وقيل: يشترط مع هذا أن يكون فيه قوة تحيل الغذاء أو الدواء فعلى الوجهين باطن الدماغ والبطن والأمعاء والمثانة مفطر بالاستعاط أو الأكل أو الحقنة أو الوصول من جائفة أو مأمومة ونحوهما والتقطير في باطن الأذن وإلا حليل مفطر في الأصح وشرط الواصل كونه من منفذ مفتوح فلا يضر وصول الدهن بتشرب المسام ولا الاكتحال وإن وجد طعمه بحلقه وكونه بقصد فلو وصل جوفه ذباب أو بعوضة أو غبار الطريق أو غربلة الدقيق لم يفطر.

<<  <   >  >>