للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دخل علي النبي ذات يوم فقال "هل عندكم شيء؟ " فقلنا: لا. قال "فإني إذن صائم" ثم أتانا يوما آخر فقلنا يا رسول الله! أهدي لنا حيس. فقال" أرينيه. فلقد أصبحت صائما" فأكل» (١)

قلت: وهذا دليل أنه صام حينها لأنه قال فإني إذا صائم، وتدل الرواية أنها تكررت منه ، فكان مرة ينوي الصوم حينها، ومرة كان يصبح صائما، ثم يطلب الطعام فإن لم يجد أتم صومه.

وعند ابن ماجه: فقال: ﴿هل عندكم شيء؟ فنقول: لا، فيقول: إني صائم فيقيم على صومه، ثم يهدى لنا شيء، فيفطر، قالت: وربما صام وأفطر، قلت: كيف ذا؟ قالت: إنما مثل هذا مثل الذي يخرج بصدقة، فيعطي بعضا، ويمسك بعضا (٢).

وعن عائشة، أم المؤمنين قالت: دخل علي رسول الله فقلت: إنا خبأنا لك حيسًا، فقال: ﴿أما إني كنت أريد الصوم، ولكن قربيه﴾ (٣).

وعند الدارقطني: عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة، أم المؤمنين، قالت: كان النبي يأتينا فيقول: ﴿هل عندكم من غداء؟﴾، فإن قلنا: نعم تغدى، وإن قلنا: لا قال: إني صائم، وإنه أتانا ذات يوم وقد أهدي لنا حيس، فقلت: يا رسول الله قد أهدي لنا حيس وقد خبأنا لك، فقال: أما إني أصبحت صائما فأكل﴾. قال الدارقطني وهذا إسناد صحيح (٤).

وهذه السنن القولية والفعلية يجمع بينها بأن الأول عام لصوم الفرض والنفل بدلالة (ال) في الصيام. ودلالة (من) التي تفيد العموم وهو حديث قولي.


(١) صحيح مسلم (٢/ ٨٠٩ ت عبد الباقي)
(٢) سنن ابن ماجه (١/ ٥٤٣ ت عبد الباقي).
(٣) مسند الشافعي (ص ٨٤).
(٤) سنن الدارقطني (٣/ ١٣٨).

<<  <   >  >>