للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بل قال ابن عباس: " إن أبغض الأمور إلى الله البدع، وإن من البدع الاعتكاف في المساجد التي في الدور" (١).

ولا يسمى مسجدا لذلك يجوز بيعه وتحويله إلى مجاري ومكب للنفايات، والمسجد لا يصنع به ذلك.

والقياس على الصلاة قياس مع الفارق؛ لأن الصلاة تتكرر فيسر لها الشرع ذلك، بخلاف الاعتكاف فقليل لا يتكرر، وفيه قول الشافعي قديم، ووجهان لأصحابه على القديم في جواز اعتكاف الرجل في مسجد بيته (٢).

ولبعض المالكية يجوز للرجال والنساء؛ لأن التطوع في البيوت أفضل.

قلت: مبنى المسألة على تحقيق المناط هل عموم المساجد في الآية يتنزل على المصلى في البيت، أم لا. الذي يظهر أنه لا يتنزل لما تقدم من فعل زوجات النبي وأصحابه، وهم أهل اللسان.

وثم أقوال أخرى في اعتبار مكان الاعتكاف حاصلها (٣).

- وخصه طائفة من السلف كالزهري بالجامع مطلقًا وأومأ إليه الشافعي في القديم.

- وخصه حذيفة بن اليمان بالمساجد الثلاثة.

- وعطاء بمسجد مكة والمدينة.


(١) (السنن الكبرى للبيهقي ٤/ ٣١٦ ط الهند).
(٢) المجموع شرح المهذب (٦/ ٤٨٠).
القديم يصح اعتكاف المرأة في مسجد بيتها وقد أنكر القاضى أبو الطبيب في تعليقه وجماعة هذا القول وقالوا لا يصح في مسجد بيتها قولا واحدا وغلطوا من نقل فيه قولين وحكى جماعات من الخراسانين أنا إذا قلنا بالقديم إنه يصح اعتكافها في مسجد بيتها ففي صحة اعتكاف الرجل في مسجد بيته وجهان.
(٣) فتح الباري لابن حجر (٤/ ٢٧٢).

<<  <   >  >>