للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال سفيان: كان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف وجمع إليه أصحابه.

وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصًا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أو في الأماكن المفضلة، كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتنامًا للزمان والمكان.

وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم كما سبق ذكره (١).

قال النووي: «ينبغي أن يحافظ على تلاوته ليلًا ونهارًا، سَفَرًا وحَضَرًا، وقد كانت للسلف عاداتٌ مختلفةٌ في القدر الذي يختمون فيه، فكان جماعةٌ منهم يختمون في كل شهرين ختمة، وآخرون في كل شهر ختمة، وآخرون في كل عشر ليال ختمة، وآخرون في كل ثماني ليالي ختمة، وآخرون في كل سبع ليالٍ ختمة، وهذا فعل الأكثرين من السلف، وآخرون في كل ستّ ليالٍ، وآخرون في خمس، وآخرون في أربع وكثيرون في كل ثلاث ختمة، وكان كثيرون يختمون في كل يوم وليلة ختمة، وختم جماعةٌ في كل يوم وليلةٍ ختمتين .. وروى ابن أبي داود بإسناده الصحيح، أنّ مجاهدًا ، كان يختم القرآن في رمضان فيما بين المغرب والعشاء في كل ليلة من رمضان» (٢)

قال ابن مسعود: ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون،


(١) انظر هذه النقول في سنن سعيد بن منصور - بداية التفسير - ت الحميد (٢/ ٤٥٢) فضائل القرآن - أبو عبيد (ص ١٨٠) الطبقات الكبير (٨/ ١٩٥ ط الخانجي) الزهد لأحمد بن حنبل (ص ٣٠٠) مسند الدارمي - ت الزهراني (٢/ ١٠٩٩) مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر (ص ١٥٧) فضائل القرآن للفريابي (ص ٢٢٤) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - ط السعادة (٢/ ١٠٣) شعب الإيمان (٢/ ٣٩٩ ت زغلول)، وغيرها كثير.
(٢) الأذكار للنووي ط ابن حزم (ص ١٩٥).

<<  <   >  >>