للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: لو جعل بين هذه الروايات خلاف لكان النقل عنه في صلاته إحدى عشرة وثلاثة عشرة وسبعا وتسعا وخمسا أن ذلك اضطراب في النقل.

بل كله ثابت وكله عمله وهكذا فعل الصحابة أيام عمر. فتارة صلوا بهذا وتارة بهذا.

٨ - أثر صحيح عن عطاء بن أبي رباح:

يثبت العشرين زمن الصحابة، وقد أدرك مئتين من الصحابة وولد زمن عثمان.

قال ابن أبي شيبة: "حدثنا ابن نمير عن عبد الملك عن عطاء، قال: أدركت الناس وهم يصلون ثلاثا وعشرين ركعة بالوتر" (١).

قال أبو زكريا: هذا صحيح على شرط الشيخين عبد الله ابن نمير وعبد الملك بن أبي سليمان وعطاء بن أبي رباح كلهم أثبات من رجال الشيخين.

وقول عطاء أدركت الناس يعني الصحابة، وقد ولد في خلافة عثمان وأدرك مئتين من الصحابة كما في تهذيب الكمال؛ لأنه من كبار التابعين، ولا يقول التابعي أنه أدرك قرينه؛ بل لا يقول ذلك إلا من فوقه من الطبقة وهم الصحابة. وعلى فرض أنه يعني أنه بقوله ذلك الصحابة والتابعين فلا ضير؛ لأنه يدل على تواتر ذلك عصر الصحابة الذي أدركهم وهم مئتان، وعصر كبار التابعين.

وقد ولد في أوائل خلافة عثمان واستشهد عثمان، وهو في سن السابعة، وهذا سن كبير للتميز والرواية وتوفي ١١٧ هـ، أو ١١٥ كما قال الحفاظ.


(١) مصنف ابن أبي شيبة (٥/ ١٥٦ ت الشثري).

<<  <   >  >>