للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرج ابن ماجه، عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله : «ما أدع بعدي فتنة أضرّ على الرجال من النساء» (١) أخرجه البخاري ومسلم أيضا.

وأخرج ابن ماجه، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : «ما من صباح إلا وملكان يناديان: ويل للرجال من النساء، وويل للنساء من الرجال» (٢).

وأخرج أيضا، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله قام خطيبا وكان فيما قال: «إن الدنيا خضرة حلوة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر فكيف تعملون، ألا فاتقوا الله، واتقوا النساء» خرّجه مسلم أيضا وقال: بدل قوله: «فاتقوا الله؛ فاتقوا النار واتقوا النساء» وزاد: «فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» (٣).

(الترمذي) عن كعب بن عياض، قال: سمعت رسول الله يقول: «إن لكلّ أمة فتنة وفتنة أمتي المال» (٤). قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب.

وعن ابن عباس، عن النبي قال: «من سكن البادية جفا، ومن اتّبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتتن» (٥). قال: وفي الباب عن أبي هريرة، وهذا حديث حسن غريب من حديث ابن عباس، لا نعرفه إلا من حديث الثوري.

[فصل]

حذّر الله عبادة فتنة المال والنساء في كتابه وعلى لسان نبيه ، فقال عزّ من قائل: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ﴾ [التغابن: ١٤] وقال تعالى: ﴿أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾ [الأنفال: ٢٨] ثم قال : ﴿فَاتَّقُوا اللهَ مَا اِسْتَطَعْتُمْ وَاِسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ﴾ [التغابن: ١٦، ١٧] فنبه الله على ما يعتصم به من فتنة حب المال والولد في أي ذكر الله فيها فتنة وما كان عاصما من فتنة المال والولد فهو عاصم من كل الفتن والأهواء. وقال تعالى:

﴿زُيِّنَ لِلنّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ﴾ [آل عمران: ١٤] ثم قال تعالى: ﴿قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اِتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنّاتٌ﴾ [آل عمران: ١٥] فوصف تعالى ما للمتقين عند


(١) أخرجه البخاري (٥٠٩٦) ومسلم (٢٧٤٠) وابن ماجه (٣٩٩٨).
(٢) أخرجه ابن ماجه (٣٩٩٩) وضعّفه الألباني.
(٣) أخرجه مسلم (٢٧٤٢) والترمذي (٢١٩١) وابن ماجه (٤٠٠٠).
(٤) أخرجه الترمذي (٢٣٣٦)، وصححه الألباني.
(٥) أخرجه الترمذي (٢٢٥٦) وغيره بإسناد ضعيف، لكن له شواهد يصح بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>