[٢٣ - باب ما جاء أن ملك الموت ﵇ هو القابض لأرواح الخلق وأنه يقف على كل بيت في كل يوم خمس مرات وعلى كل ذي روح كل ساعة وأنه ينظر في وجوه العباد كل يوم سبعين نظرة]
قال الله تعالى: ﴿قُلْ يَتَوَفّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾ [السجدة: ١١].
وروي عن ابن عمر قال: إذا قبض ملك الموت روح المؤمن قام على عتبة الباب، ولأهل البيت ضجة، فمنهم الصاكة وجهها، ومنهم الناشرة شعرها، ومنهم الداعية بويلها، فيقول ملك الموت ﵇: فيم هذا الجزع؟! فو الله ما أنقصت لأحد منكم عمرا، ولا أذهبت لأحد منكم برزق، ولا ظلمت لأحد منكم شيئا، فإن كانت شكايتكم وسخطكم عليّ؛ فإني والله مأمور، وإن كان ذلك على ميّتكم؛ فإنه في ذلك مقهور، وإن كان ذلك على ربكم؛ فأنتم به كفرة، وإن لي فيكم عودة ثم عودة، فلو أنهم يرون مكانه أو يسمعون كلامه لذهلوا عن ميتهم، ولبكوا على أنفسهم. خرّجه أبو مطيع مكحول بن الفضل النسفي في كتاب «اللؤلؤيات» له.
وروي معناه مرفوعا في الخبر المشهور المروي في «الأربعين» عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من بيت إلا وملك الموت يقف على بابه في كل يوم خمس مرات، فإذا وجد الإنسان قد نفد أكله، وانقطع أجله، ألقى عليه غمرات الموت، فغشيته كرباته، وغمرته غمراته، فمن أهل بيته الناشرة شعرها، والضاربة وجهها، والباكية لشجوها، والصارخة بويلها، فيقول ملك الموت ﵇: ويلكم مم الفزع ومم الجزع؟ ما أذهبت لأحد منكم رزقا، ولا قربت له أجلا ولا أتيته حتى أمرت، ولا قبضت روحه حتى استأمرت، وإن لي فيكم عودة ثم عودة، حتى لا أبقي منكم أحدا».
قال النبي ﷺ: «والذي نفسي بيده لو يرون مكانه ويسمعون كلامه، لذهلوا عن ميتهم، ولبكوا على أنفسهم، حتى إذا حمل الميت على النعش رفرفت روحه فوق النعش، وهو ينادي: يا أهلي! ويا ولدي! لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي، جمعت المال من حلّه