للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٧١ - باب ذكر آخر من يخرج من النار وآخر من يدخل الجنة وفي تعيينه وتعيين قبيلته واسمه]

(مسلم) عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله : «إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها، وآخر أهل النار دخولا الجنة، رجل يخرج من النار حبوا فيقول الله تعالى: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول:

يا ربّ وجدتها ملأى! فيقول الله: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو إن لك عشرة أمثال الدنيا، قال فيقول: أتسخر بي؟ أو أتضحك بي وأنت الملك؟ قال: لقد رأيت رسول الله ضحك حتى بدت نواجذه، قال: فكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة» (١).

وعنه أن رسول الله قال: «آخر من يدخل الجنة رجل، فهو يمشي مرة، ويكبو مرة، وتسفعه النار مرة؛ فإذا جاوزها التفت إليها، فقال: تبارك الذي نجاني منك، لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين، فترفع له شجرة فيقول: أي ربّ أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلّها وأشرب من مائها، فيقول الله تعالى: يا ابن آدم لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها فيقول: لا يا رب! ويعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره لأنه رأى ما لا صبر له عليه، فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها. ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى، فيقول: أي رب أدنني من هذه لأشرب من مائها وأستظلّ بظلها، لا أسألك غيرهما، فيقول: يا ابن آدم: لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها؟ فيعاهده أن لا يسأله غيرها، وربه يعذره، لأنه يرى ما لا صبر عليه فيدنيه منها؛ فإذا أدناه منها ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين، فيقول مثله. فيدنيه منها؛ فإذا أدناه منها سمع أصوات أهل الجنة، فيقول: أي رب أدخلنيها، فيقول: يا ابن آدم ما يصريني منك؟ أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟ فيقول: أي رب أتستهزئ بي، وأنت رب العالمين؟ فضحك ابن مسعود فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ فقالوا: مم تضحك؟ قال: هكذا ضحك رسول الله ، فقالوا: مم تضحك يا رسول الله؟ قال: من ضحك رب العالمين، فيقول: إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قادر» (٢).


(١) أخرجه البخاري (٦٥٧١) ومسلم (١٨٦).
(٢) أخرجه مسلم (١٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>