وذكر هو وابن المبارك جميعا قال: حدّثنا المسعودي، عن المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعود قال: تسارعوا إلى الجمعة، فإن الله يبرز لأهل الجنة كل يوم جمعة في كثيب من كافور أبيض، فيكونون معه في القرب (١).
قال ابن المبارك: على قدر تسارعهم إلى الجمعة في الدنيا.
وقال يحيى بن سلام: كمسارعتهم إلى الجمعة في الدنيا، وزاد: فيحدث لهم شيئا من الكرامة لم يكونوا رأوه قبل ذلك.
قال يحيى: وسمعت غير المسعودي يزيد فيه وهو قوله تعالى: ﴿وَلَدَيْنا مَزِيدٌ﴾ [ق: ٣٥].
وقال الحسن في قوله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ﴾ قال: الزيادة النظر إلى وجه الله ﷿، وليس شيء أحب إلى أهل الجنة من يوم الجمعة يوم المزيد، لأنهم يرون فيه الجبار ﷻ وتقدّست أسماؤه.
[فصل]
قلت: قوله: «في كثيب»؛ يريد أهل الجنة، أي: هم على كثيب، كما في مرسل الحسن أول الباب. وقيل: المزيد؛ ما يزوجون به من الحور العين، رواه أبو سعيد الخدري مرفوعا.
وذكر أبو نعيم الحافظ، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، قال: إن من المزيد أن تمر السحابة بأهل الجنة فتقول: ما تريدون أن أمطركم؟ فلا يتمنّون شيئا إلا مطروا. قال خالد: يقول كثير: لئن أشهدني الله ذلك لأقولن لها: أمطرينا جواري مزينات (٢).
وقد تقدم من حديث ابن عمرو: «أكرمهم على الله من ينظر إلى الله غدوة وعشية» وهذا يدل على أن أهل الجنة في الرؤية مختلفو الحال.
وقد روي عن أبي يزيد البسطامي أنه قال: إن الله تعالى عبادا لو حجبهم في الجنة ساعة، لاستغاثوا من الجنة ونعيمها، كما يستغيث أهل النار من النار وعذابها.
***
(١) أخرجه ابن المبارك فيه زوائد «الزهد» (٤٣٦)، بإسناد ضعيف.
(٢) أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٥/ ٢١٤).