للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو كما قال رسول الله : «وإنه من يأخذه بغير حقّه كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليه شهيدا يوم القيامة» (١).

وقد تقدم أنه: «لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شجر ولا حجر ولا مدر إلا شهد له يوم القيامة». رواه أبو سعيد الخدري عن النبي . ورواه الأئمة مالك وغيره.

قال المؤلف: فتفكر يا أخي وإن كنت شاهدا عدلا بأنك مشهود عليك في كل أحوالك من فعلك ومقالك، وأعظم الشهود لديك المطلع عليك الذي لا تخفى عليه خافية عين، ولا يغيب عنه زمان ولا أين، قال الله تعالى: ﴿وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاّ كُنّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ﴾ [يونس: ٦١] فاعمل عمل من يعلم أنه راجع إليه وقادم عليه يجازى على الصغير والكبير، والقليل والكثير، سبحانه لا إله إلا هو.

***

[١٠١ - باب لا يشهد العبد على شهادة في الدنيا إلا شهد بها يوم القيامة]

(ابن المبارك) قال: أخبرنا رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن سليمان بن راشد أنه بلغه أن أمرا لا يشهد على شهادة في الدنيا إلا شهد بها يوم القيامة على رؤوس الأشهاد، ولا يمتدح عبدا في الدنيا إلا امتدحه يوم القيامة على رؤوس الأشهاد (٢).

قلت: هذا صحيح، يدل على صحته من الكتاب قول الحق: ﴿سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ﴾ [الزخرف: ١٩]. وقوله: ﴿ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: ١٨] والله أعلم.

***


(١) أخرجه البخاري (١٤٦٥) ومسلم (١٠٥٢).
(٢) أخرجه ابن المبارك في زوائد «الزهد» لنعيم (٣٩٧) بإسناد ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>