للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العين. ذكره أبو المعالي في كتاب الرد له على السجزي. وقال: وكل ذلك بقضاء الله وقدره، وإن لم يكن منها شيء عن الرؤية والنظر، ولكن الله تعالى يعرف بما شاء من آيات عظمته ودلالات هيبته، وذلك بمثابة تدكدك الجبل الذي تجلّى الله له، وترضرضه حتى صار رملا هائلا سائلا، والله أعلم.

***

[٢١٥ - باب منه في الرؤية]

(مسلم) عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه، عن النبي قال:

«جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم ﷿، إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن» (١).

وعن جرير بن عبد الله قال: كنا عند رسول الله فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: «إنكم سترون ربّكم عيانا كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها»، فافعلوا، ثم قرأ:

﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾ (٢) [طه: ١٣٠]. أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

وخرّج أبو داود عن أبي رزين العقيلي قال: قلت يا رسول الله؛ أكلّنا يرى الله مخليا به يوم القيامة. قال: «نعم». قلت: وما آية ذلك في خلقه؟ قال: «يا أبا رزين، أليس كلّكم يرى القمر ليلة البدر مخليا به»؟ قلت: بلى. قال: «فالله أعظم قال ابن معاذ: قال: إنما هو خلق من خلق الله - يعني القمر - فالله أجل وأعظم» (٣).

[فصل]

قوله: «إلا رداء الكبرياء على وجهه»؛ الرداء هنا مستعار، كنّى به عن كبريائه وعظمته، يبينه الحديث الآخر: «الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري» (٤). يريد بذلك:

صفتي. فقوله: «رداء الكبرياء» يريد: صفة الكبرياء، فهو بكبريائه وعظمته لا يريد


(١) أخرجه مسلم (١٨٠).
(٢) أخرجه البخاري (٧٤٣٤) ومسلم (٦٣٣) وأبو داود (٤٧٢٩) والترمذي (٢٥٥١).
(٣) أخرجه أحمد (٤/ ١١ - ١٢) وأبو داود (٤٧٣١)، وهو حسن، كما قال الألباني.
(٤) أخرجه أحمد (٢/ ٢٤٨) وأبو داود (٤٠٩٠) وابن ماجه (٤١٧٤)، وصحّحه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>