وبيانه وكيفية البعث وبيانه، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول من يحيى من الخلق، وبيان السن الذي يخرجون عليه من قبورهم، وفي لسانهم، وبيان قوله تعالى: ﴿وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ﴾ [الانشقاق: ٤].
﴿ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ﴾ [الزمر: ٦٨] وقال: ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً﴾ [النبأ: ١٨] وسماه الله تعالى أيضا بالناقور في قوله تعالى: ﴿فَإِذا نُقِرَ فِي النّاقُورِ﴾ [المدثر: ٨]. قال المفسّرون: الصور ينقر فيه مع النفخ الأول لموت الخلق، على ما يأتي بيانه.
قال الله تعالى مخبرا عن كفار قريش: ﴿ما يَنْظُرُونَ﴾ [يس: ٤٩] أي: ما ينتظرون كفار آخر هذه الأمة الدائنون بدين أبي جهل وأصحابه ﴿إِلاّ صَيْحَةً واحِدَةً﴾ [يس: ٤٩] يعني: النفخة الأولى التي يكون بها هلاكهم ﴿تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ﴾ [يس: ٤٩] أي: يختصمون في أسواقهم وحوائجهم. قال الله تعالى: ﴿لا تَأْتِيكُمْ إِلاّ بَغْتَةً﴾ [الأعراف: ١٨٧]. ﴿فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً﴾ [يس: ٥٠] أي: أن يوصّوا ﴿وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ﴾ [يس: ٥٠] أي: من أسواقهم، وحيث كانوا: ﴿إِنْ كانَتْ إِلاّ صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ﴾ [يس: ٢٩]. ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ﴾ [يس: ٥١] النفخة هذه؛ هي النفخة الثانية نفخة البعث. والصور: قرن من نور يجعل فيه الأرواح، يقال: إن فيه من الثقب على عدد أرواح الخلائق على ما يأتي. قال مجاهد: هو كالبوق ذكره البخاري. فإذا نفخ فيه صاحب الصور النفخة الثانية ذهب كل روح إلى جسده ﴿فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ﴾ أي: القبور ﴿يَنْسِلُونَ﴾ [يس: ٥١] أي:
يخرجون سراعا يقال نسل ينسل وينسل بالضم أيضا: إذا أسرع في مشيه، فالمعنى يخرجون مسرعين. وفي الخبر «أن بين النفختين أربعين عاما»، وسيأتي.
وفي البخاري عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿فَإِذا نُقِرَ فِي النّاقُورِ﴾؛ الصور.
قال: و ﴿الرّاجِفَةُ﴾ النفخة الأولى و ﴿الرّادِفَةُ﴾ الثانية. وروي عن مجاهد أنه قال:
للكافرين هجعة قبل يوم القيامة يجدون فيها طعم النوم فإذا صيح بأهل القبور قاموا