للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحارث، عن علي قال: «أول من يكسى؛ خليل الله إبراهيم قبطيّتين، ثم يكسى محمد حلة حبرة عن يمين العرش» (١). ذكره البيهقي أيضا.

وروى عبّاد بن كثير، عن أبي الزبير، عن جابر قال: «إن المؤذنين والملبّين يخرجون يوم القيامة من قبورهم يؤذّن المؤذن، ويلبّي الملبّي، وأول من يكسى من حلل الجنة إبراهيم خليل الله، ثم محمد ، ثم النبيون والرسل ، ثم يكسى المؤذّنون، وتتلقّاهم الملائكة على نجائب من نور أحمر، أزمتها من زمرد أخضر، رحالها من الذهب، ويشيعهم من قبورهم سبعون ألف ملك إلى المحشر».

ذكره الحليمي في كتاب «منهاج الدين» له.

وذكر أبو نعيم الحافظ من حديث الأسود، وعلقمة، وأبي وائل، عن عبد الله ابن مسعود قال: «جاء ابنا مليكة إلى النبي » - الحديث - وفيه:

«فيكون أول من يكسى إبراهيم ، يقول: اكسوا خليلي، فيؤتى بريطتين بيضاوين، فيلبسهما ثم يقعد مستقبل العرش، ثم أوتى بكسوتي فألبسها، فأقوم عن يمينه قياما لا يقومه أحد غيري، يغبطني فيه الأولون والآخرون» (٢). وذكر الحديث.

وخرج البيهقي بإسناده في كتاب «الأسماء والصفات» عن ابن عباس قال: قال رسول الله : «إنكم تحشرون حفاة عراة، وأول من يكسى من الجنة إبراهيم ، يكسى حلّة من الجنة ويؤتى بكرسي، فيطرح عن يمين العرش، ويؤتى بي فأكسى حلة من الجنة، لا يقوم لها البشر، ثم أوتي بكرسي فيطرح على ساق العرش» (٣).

وهذا نص بأن إبراهيم أول من يكسى ثم نبينا بإخباره ، فطوبى ثم طوبى لمن كسي في ذلك الوقت من ثياب الجنة، فإنه من لبسه فقد لبس جبة تقيه مكاره الحشر وعرقه وحر الشمس، وغير ذلك من أهواله.

[فصل]

وتكلم العلماء في حكمة تقديم إبراهيم بالكسوة؛ فروي أنه لم يكن في الأولين والآخرين لله ﷿ عبد أخوف من إبراهيم ، فتعجّل له


(١) أخرجه نعيم بن حماد في زوائده على «الزهد» لابن المبارك (٣٦٤) وأحمد في «الزهد» ص ١٠١ - العلمية - ورقم (٤١٣) - الكتاب العربي - وأبو يعلى في «مسنده» (٤٢٧/ ٥٦٦/١). من طريق: سفيان به.
وإسناده صحيح، له حكم الرفع، والله أعلم.
(٢) أخرجه أبو نعيم بإسناد ضعيف.
(٣) أخرجه البيهقي في «الأسماء والصفات» ص ٣٩٥، بإسناد ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>