للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الفقر أقرب، لقد حصل له ما حصل للفقير من الثواب على الصبر، وكفي مرارته وآفاته، وعلى هذا فأهل الكفاف - وهم إن شاء الله صدر كتيبة الفقراء الداخلين الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام - لأنهم وسطهم والوسط العدل، كما قال الله تعالى: ﴿وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ﴾ [البقرة: ١٤٣] أي: عدولا خيارا، وليسوا من الأغنياء كما ذكرنا.

[باب منه]

(الترمذي) عن ابن عمر قال: خطبنا عمر بالجابية فقال: يا أيها الناس إني قمت فيكم كمقام رسول الله فينا، فقال: «أوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم ثم يفشوا الكذب؛ حتى يحلف الرجل ولا يستحلف، ويشهد الشاهد ولا يستشهد، لا يخلون رجل بامرأة لا تحل له إلا كان ثالثهما الشيطان، عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة؛ فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، من سرّته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن» (١).

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب.

***

١٩٧ - باب منه، وما جاء في صفة أهل الجنة ومراتبهم وسنّهم وطولهم وشبابهم وعرقهم وثيابهم وأمشاطهم ومجامرهم وأزواجهم، وفي لسانهم، وليس في الجنة عزب

(مسلم) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «إن أول زمرة يدخلون الجنة - وفي رواية: من أمتي - على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشدّ كوكب دري في السماء أضاء - وفي رواية -: ثم هم بعد ذلك منازل، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون، أمشاطهم الذهب - وفي رواية -: الفضة، ورشحهم المسك ومجامرهم الألوّة، وأزواجهم الحور العين - وفي رواية -: لكل واحد منهم زوجتان؛ يرى مخّ ساقيها من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا» (٢).


(١) أخرجه الترمذي (٢١٦٥)، وصححه الألباني.
(٢) أخرجه البخاري (٣٢٥٤) ومسلم (٢٨٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>