(ابن المبارك) أخبرنا رجل من الأنصار، عن المنهال بن عمرو؛ حدّثنا أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: ليس من يوم إلا تعرض على النبي ﷺ أمته غدوة وعشية فيعرفهم بسيماهم وأعمالهم، فلذلك يشهد عليهم، يقول الله ﵎:
قلت: قد تقدم أن الأعمال تعرض على الله تعالى يوم الخميس ويوم الاثنين، وعلى الأنبياء والآباء والأمهات يوم الجمعة، ولا تعارض فإنه يحتمل أن يخص نبينا ﵇ بالعرض كل يوم ويوم الجمعة مع الأنبياء - والله أعلم.
***
١٠٥ - باب ما جاء في عقوبة مانعي الزكاة وفضيحة الغادر والغالّ في الموقف وقت الحساب
مسلم عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: «ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقّها إلا إذا كان يوم القيامة صفّحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم، فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره، كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار. قيل: يا رسول الله فالإبل. قال: ولا صاحب إبل لا يؤدي منها حقّها ومن حقها حلبها يوم وردها إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت لا يفقد منها فصيلا واحدا تطؤه بأخفافها وتعضه بأفواهها قيل: يا رسول الله فالبقر والغنم؟ قال ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر لا يفقد منها شيئا، ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها، كلما مرّ عليه أولادها ردّ عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما
(١) أخرجه ابن المبارك في زوائد «الزهد» (١٦٦). وإسناده ضعيف.