للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٤٠ - باب الأمر بالصبر عند الفتن وتسليم النفس للقتل عندها والسعيد من جنبها]

(أبو داود) عن أبي ذر قال: قال رسول الله : «يا أبا ذر» قلت: لبّيك يا رسول الله وسعديك، وذكر الحديث قال: «كيف أنت إذا أصاب الناس موت يكون البيت بالوصيف» يعني القبر، قلت: الله ورسوله أعلم أو قال: ما خار الله لي ورسوله - قال: «عليك بالصبر - أو قال: تصبر - ثم قال: يا أبا ذر! قلت: لبيك وسعديك؟ قال: كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت بالدم؟ قلت: ما خار الله لي ورسوله. قال: عليك بمن أنت منه. قال: قلت: يا رسول الله؛ أفلا آخذ سيفي فأضعه على عاتقي؟ قال: شاركت القوم إذا. قال: قلت فما تأمرني؟ قال: تلزم بيتك، قال:

قلت فإن دخل عليّ بيتي؟ قال: فإن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك على وجهك، يبوء بإثمه وإثمك» (١).

خرّجه ابن ماجه وقال: تصبر من غير شك، وزاد بعده قال: «كيف أنت وجوع يصيب الناس حتى تأتي مسجدك فلا تستطيع أن ترجع إلى فراشك أو لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، أو ما خار الله لي ورسوله، قال: عليك بالعفة، ثم قال: كيف أنت وقتل يصيب الناس حتى تغرق حجارة الزيت بالدم»؟ الحديث.

وقال: «فألق طرف ردائك على وجهك فيبوء بإثمه وإثمك فيكون من أصحاب النار» (٢).

وفي حديث عبد الله بن مسعود حين ذكر الفتنة قال: «الزم بيتك. قيل: فإن دخل عليّ بيتي؟ قال: فكن مثل الجمل الأورق الثّقال، الذي لا ينبعث إلا كرها ولا يمشي إلا كرها». ذكره أبو عبيد قال: حدثنيه أبو النضر، وعن المسعودي، عن علي بن مدرك، عن أبي الرواع، عن عبد الله (٣). قال أبو عبيدة: سمعت بعض الرواة يقول: الرّواع والوجه الرّواع بضم الراء.

(أبو داود) قال عن المقداد بن الأسود قال: وايم الله لقد سمعت رسول الله يقول: «إن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر فواها» (٤).


(١) أخرجه أبو داود (٤٢٦١)، وصححه الألباني.
(٢) أخرجه ابن ماجه (٣٩٥٨).
(٣) هذا إسناد ضعيف.
(٤) أخرجه أبو داود (٤٢٦٣)، وصححه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>