للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من السائل، ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة.

وذكر أبو نعيم، من حديث مكحول، عن حذيفة قال: «قال رسول الله :

«للساعة أشراط» قي: وما أشراطها؟ قال: «علوّ أهل الفسق في المساجد وظهور أهل المنكر على أهل المعروف»، قال أعرابي: فما تأمرني يا رسول الله؟ قال: «دع وكن جلسا من أحلاس بيتك» (١). غريب من حديث مكحول، لم نكتبه إلا من حديث حمزة النصيبي عن مكحول.

[فصل]

قال العلماء رحمه الله تعالى: والحكمة في تقديم الأشراط ودلالة الناس عليها تنبيه الناس من رقدتهم وحثهم على الاحتياط لأنفسهم بالتوبة والإنابة، كي لا يباغتوا بالحول بينهم وبين تدارك العوارض منهم، فينبغي للناس أن يكونوا بعد ظهور أشراط الساعة قد نظروا لأنفسهم وانقطعوا عن الدنيا واستعدوا للساعة الموعود بها، والله أعلم.

وتلك الأشراط علامة لانتهاء الدنيا وانقضائها فمنها خروج الدجال ونزول عيسى وقتله الدجال، ومنها خروج يأجوج ومأجوج ودابة الأرض، ومنها طلوع الشمس من مغربها، هذه هي الآيات العظام على ما يأتي بيانه.

وأما ما يتقدم من هذه من قبض العلم، وغلبة الجهل، واستيلاء أهله وبيع الحكم، وظهور المعازف، واستفاضة شرب الخمور، واكتفاء النساء بالنساء، والرجال بالرجال، وإطالة البنيان وزخرفة المساجد، وإمارة الصبيان، ولعن آخر هذه الأمة أولها وكثرة الهرج، فإنها أسباب حادثة ورواية الأخبار المنذرة بها بعد ما صار الخبر بها عيانا تكلف، لكن لا بد من ذكرها حتى يوقف عليها ويتحقق بذلك معجزة النبي وصدقه في كل ما أخبر به .

***

[٢٦٢ - باب قول النبي : «بعثت أنا والساعة كهاتين»]

(مسلم) عن أنس قال: قال رسول الله : «بعثت أنا والساعة كهاتين» وضم السبابة والوسطى (٢).


(١) أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٥/ ١٨٦، ١٨٨) بإسناد ضعيف.
(٢) أخرجه مسلم (٢٥٩١) وكذا البخاري (٦٥٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>