للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بإصابته في قتل أصحاب الجمل، وقالوا أيضا بأن الذين قاتلوه بغاة ظالمون له ولكن لا يجوز تكفيرهم ببغيهم (١).

وقال الإمام أبو منصور التيمي البغدادي في كتاب «الفرق» في بيان عقيدة أهل السنة: وأجمعوا أن عليّا كان مصيبا في قتال أهل الجمل، أعني طلحة والزبير وعائشة بالبصرة، وأهل صفين أعني معاوية وعسكره.

وقال الإمام أبو المعالي في كتاب «الإرشاد»: فصل: علي كان إماما حقّا في توليته، ومقاتلوه بغاة وحسن الظن بهم يقتضي أن يظنّ بهم قصد الخير وإن أخطئوه، فهو آخر فصل ختم به كتابه.

وحسبك بقول سيد المرسلين وإمام المتقين لعمار : «تقتلك الفئة الباغية». وهو من أثبت الأحاديث كما تقدم، ولما لم يقدر معاوية على إنكاره لثبوته عنده: إنما قتله من أخرجه، ولو كان حديثا فيه شك لردّه معاوية وأنكره وكذّب ناقله وزوّره.

وقد أجاب علي عن قول معاوية بأن قال: فرسول الله إذن قتل حمزة حين أخرجه، وهذا من علي إلزام لا جواب عنه، وحجة لا اعتراض عليها، قاله الإمام الحافظ أبو الخطاب بن دعية.

***

[٢٢٩ - باب لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه، وفي ظهور الفتن]

(البخاري) عن الزبير بن عدي قال: أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجّاج فقال: «اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم» سمعته من نبيكم (٢). وخرّجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

وعن أبي هريرة عن النبي قال: «يتقارب الزمان، وينقص العلم، ويلقى الشحّ، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج»، قالوا: يا رسول الله؛ أيم هو؟ قال: «القتل القتل» (٣). أخرجه البخاري ومسلم.


(١) انظر «الفرق بين الفرق» ص ٢٧٢ - طبعة دار الكتب العلمية.
(٢) أخرجه البخاري (٢٢٠٦).
(٣) أخرجه البخاري (٦٠٣٧) ومسلم (١٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>