للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٢٠ - باب منه وفي باب ثواب من قدم ولدا]

(مسلم) عن أبي حسان قال: قلت لأبي هريرة أنه مات لي ابنان فما أنت محدّثي عن رسول الله ، تطيب به أنفسنا عن موتانا؟ قال: نعم؛ «صغارهم دعاميص الجنة يتلقّى أحدهم أباه» - أو قال: أبويه - فيأخذ بثوبه - أو - قال بيده - كما آخذ أنا بصنيعة ثوبك هذا، فلا يتناهى - أو قال فلا ينتهي - حتى يدخله الله وأبويه الجنة (١).

وخرّج أبو داود الطيالسي قال: حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، عن أبيه؛ أن النبي كان يختلف إليه رجل من الأنصار معه ابن له فقال له رسول الله ذات يوم: «أتحبه يا فلان»؟ فقال: نعم. قال: «أحبك الله كما أحبه». ففقده النبي ، فسأله عنه، فقالوا: يا رسول الله؛ مات ابنه. فقال رسول الله : «أما ترضى - أو ألاّ ترضى - أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا جاء يسعى، حتى يفتحه لك».

فقالوا: يا رسول الله؛ أله وحده، أم لنا كلنا؟ فقال رسول الله : «بل لكلّكم» (٢).

ذكره أبو عمرو في «التمهيد» أيضا. وقال هذا حديث ثابت صحيح.

وخرّج أبو داود الطيالسي في «مسنده» قال: حدثنا هشام، عن قتادة، عن راشد، عن عبادة بن الصامت: أن رسول الله قال: «والنفساء يجرّها ولدها يوم القيامة بسرره إلى الجنة» (٣).

[فصل]

هذا الحديث يدل على أن صغار أولاد المؤمنين في الجنة وهو قول أكثر أهل العلم كما بينا في الباب قبل هذا، وهو مقتضى قول الله ﷿: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاِتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ [الطور: ٢١] كما تقدم.

وقد أنكر بعض العلماء الخلاف فيهم، وهذا فيما عدا أولاد الأنبياء ، فإنه قد تقرّر الإجماع على أنهم في الجنة، حكاه أبو عبد الله المازري.


(١) أخرجه مسلم (٢٦٣٥).
(٢) أخرجه الطيالسي (١٠٧٥) وابن عبد البر في «التمهيد» (١٨/ ١١٣، ١١٤)، وأحمد (٣/ ٤٣٥ - ٤٣٦ و ٤/ ١١٩ و ٥/ ٣٥) والنسائي (٤/ ٢٣ - ٢٤) وغيرهم. وهو صحيح.
(٣) أخرجه الطيالسي (٥٧٨، ٥٨٢) وهو صحيح بشواهده.

<<  <  ج: ص:  >  >>