للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشعر حبالا، ويصنعون منها نعالا كما يصنعون منه ثيابهم، ويشهد لهذا قوله:

«يلبسون الشعر ويمشون في الشعر» هذا ظاهره، ويحتمل أن يريد ذلك أن شعورهم كثيفة طويلة، فهي إذا أسدلوها كاللباس وذوائبها لوصولها إلى أرجلهم كالنعال، والأول أظهر والله أعلم.

وقوله: «ذلف الأنف» أي: غلاظها، يقال: أنف أذلف إذا كان فيه غلظ وانبطاح وأنوف ذلف، والاصطلام: الاستئصال، وأصله من الصلم وهو القطع.

قوله: بغائط؛ الغائط: المطمئن من الأرض، والبصرة: الحجارة الرخوة، وبها سميت البصرة. وبنو قنطوراء: هم الترك؛ يقال: إن قنطوراء جارية كانت لإبراهيم ، ولدت له أولادا من نسلهم الترك، وقيل: هم من ولد يافث، وهم أجناس كثيرة؛ فمنهم أصحاب مدن وحصون، ومنهم قوم في رؤوس الجبال والبراري والشعاب، ليس لهم عمل غير الصيد، ومن لم يصد منهم ودج دابته فشوى الدم في مصران فأكله، وهم يأكلون الرخم والغربان وغيرهما، وليس لهم دين، ومنهم من كان على دين المجوسية ومنهم من تهوّد، وملكهم الذي يقال له: خاقان؛ يلبس الحرير وتاج الذهب ويحتجب كثيرا، وفيهم بأس شديد، وفيهم سحر وأكثرهم مجوس.

وقال وهب بن منبه: الترك بنو عم يأجوج ومأجوج، يعني أنهم كلهم من ولد يافث.

وقيل: إن أصل الترك أو بعضهم من اليمن من حمير، وقيل فيهم: إنهم من بقايا قوم تبّع، والله أعلم. ذكره أبو عمر بن عبد البر في كتاب «الإبانة».

[باب]

ذكر أبو نعيم الحافظ، عن سمرة بن جندب أن رسول الله قال: «يوشك أن يملأ الله أيديكم من العجم ثم يجعلهم أسدا لا يفرون فيقتلون مقاتلتكم ويأكلون فيأكم» (١). غريب من حديث يونس، تفرد به عنه حماد.

***

[٢٥١ - باب ما جاء في فضل الشام وأنه معقل من الملاحم]

(البزار) عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله : «بينا أنا نائم إذ رأيت عمود


(١) أخرجه أبو نعيم (٣/ ٢٤، ٢٥) وأحمد (٥/ ١١) وغيرهما، بإسناد ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>