للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن يحيى بن اليمان: رأيت رجلا نام وهو أسود الرأس واللحية شاب يملأ العين فرأى في منامه كأن الناس قد حشروا، وإذا بنهر من نار، وجسر يمر الناس عليه، فدعي فدخل الجسر، فإذا هي كحد السيف يمر يمينا وشمالا، فأصبح أبيض الرأس واللحية.

[فصل]

أحاديث هذا الباب تبين لك معنى الورود المذكور في القرآن في قوله ﷿: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاّ وارِدُها﴾ [مريم: ٧١].

روي عن ابن عباس وابن مسعود وكعب الأحبار أنهم قالوا: الورود المرور على الصراط، رواه السدي عن ابن مسعود عن النبي .

وذكر أبو بكر النجاد سلمان بن أحمد قال: حدّثنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدة السليطي، حدّثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي قال: حدّثنا سليم بن منصور بن عمار قال: حدّثنا أبي، منصور بن عمار قال: حدّثني بشير بن طلحة الخزاعي، عن خالد بن الدريك، عن يعلى بن منبه، عن رسول الله قال: «تقول النار للمؤمن يوم القيامة: جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي» (١).

وقيل: الورود الدخول. روي عن ابن مسعود وعن ابن عباس أيضا وخالد بن معدان وابن جريج وغيرهم، وحديث أبي سعيد الخدري نصّ في ذلك على ما يأتي، فيدخلها العصاة بجرائمهم، والأولياء بشفاعتهم.

وروى جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله يقول: «الورود:

الدخول، لا يبقى برّ، ولا فاجر إلاّ دخلها، فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم»، ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اِتَّقَوْا وَنَذَرُ الظّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا﴾ (٢) [مريم: ٧١].

وذكر ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان، عن رجل، عن خالد بن معدان قال:

قالوا ألم يعدنا ربنا أنا نرد النار؟ فقال: إنكم مررتم بها وهي خامدة (٣).

قال ابن المبارك: وأخبرنا سعيد الجريري عن أبي السليل عن غنيم عن أبي العوام عن كعب أنه تلا هذه الآية: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاّ وارِدُها﴾ [مريم: ٧١] قال: هل


(١) أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٩/ ٣٢٩) والطبراني في «الكبير» (٢٢ /رقم: ٦٦٨) بإسناد ضعيف؛ انظر تخريج «الطحاوية» للمحدث الألباني ص ٤١٧ رقم (٥٦٦).
(٢) أخرجه أحمد (٣/ ٣٢٨ - ٣٢٩) والحاكم (٤/ ٥٨٧). وهو حسن بالشواهد، والله أعلم.
(٣) أخرجه نعيم في زوائد «الزهد» برقم (٤٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>