للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الماء. قال: فزفر ثلاث زفرات، ثم قال: لو انفلت من وثاقي هذا لم أدع أرضا إلا وطئتها برجليّ هاتين، إلا طيبة ليس لي عليها سبيل».

قال النبي : «إلى هذا انتهى فرحي هذه طيبة، والذي نفسي بيده ما فيها طريق ضيق، ولا واسع، ولا سهل، ولا جبل، إلا وعليه ملك شاهر سيفه إلى يوم القيامة» (١).

قال المؤلف : هذا حديث صحيح وقد خرجه مسلم والترمذي وأبو داود وغيرهم .

وقد قيل: إن الدابة التي تخرج هي الفصيل الذي كان لناقة صالح ، فلما قتلت الناقة هرب الفصيل بنفسه، فانفتح له حجر فدخل فيه ثم انطبق عليه فهو فيه إلى وقت خروجه حتى يخرج، بإذن الله تعالى.

قلت: ويدل على هذا القول؛ حديث حذيفة المذكور في هذا الباب، وفيه «وهي ترغو» والرغال إنما هو للإبل، والله أعلم.

ولقد أحسن من قال:

واذكر خروج فصيل ناقة صالح … يسم الورى بالكفر والإيمان

[فصل]

وقد استدل من قال من العلماء: إن الدجال ليس ابن صياد بحديث الجساسة وما كان في معناه، والصحيح أن ابن صياد هو الدجال بدلالة ما تقدم، وما يبعد أن يكون بالجزيرة ذلك الوقت، ويكون بين أظهر الصحابة في وقت آخر إلى أن فقدوه يوم الحرّة. وفي كتاب أبي داود في خبر الجساسة من حديث أبي سلمة ابن عبد الرحمن قال: شهد جابر أنه هو ابن صياد. قلت: فإنه قد مات! قال وإن مات قلت: فإنه قد أسلم. قال: وإن أسلم. قلت: فإنه قد دخل المدينة. قال: وإن دخل المدينة (٢).

وذكر سيف بن عمر في كتاب «الفتوح والردة»: ولما نزل أبو سبرة في الناس على السوس وأحاط المسلمون بها وعليهم الشهربان أخو الهرمزان، ناوشوهم القتال كل ذلك يصيب أهل السوس من المسلمين، فأشرف عليهم يوما الرهبان والقسيسون، فقالوا: يا معشر العرب؛ إن مما عهد علماؤنا وأوائلنا أنه لا يفتح السوس إلا الدجال، أو قوم فيهم الدجال، فإن كان الدجال فيكم فستفتحونها وإن لم يكن فيكم فلا تعنوا أنفسكم بالحصار، قال: وطاف ابن صياد يومئذ مع النعمان


(١) أخرجه ابن ماجه (٤٠٧٤)، وإسناده ضعيف، لكن المتن صحيح دون بعض العبارات، كما أفاد المحدث الألباني. وأصله في مسلم كما تقدم.
(٢) أخرجه أبو داود (٤٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>