للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٨٨ - باب الزرع في الجنة]

(البخاري) عن أبي هريرة: أن رسول الله كان يوما يحدّث وعنده رجل من أهل البادية أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربّه في الزرع، فقال له: أو لست فيما شئت؟ قال: بلى! ولكني أحب أن أزرع، فأسرع وبذر فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده وتكويره، أمثال الجبال؛ فيقول الله: دونك يا بن آدم فإنه لا يشبعك شيء. فقال الأعرابي: يا رسول الله؛ لا تجد هذا إلا قرشيّا أو أنصاريا.

فإنهم أصحاب زرع، فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع. فضحك رسول الله (١).

***

[١٨٩ - باب ما جاء في أبواب الجنة وكم هي، ولمن هي، وفي تسميتها وسعتها]

قال الله تعالى: ﴿حَتّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها﴾ [الزمر: ٧٣].

قال جماعة من أهل العلم: هذه واو الثمانية فللجنة ثمانية أبواب. واستدلوا بقوله : «وما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء» رواه عمر بن الخطاب؛ خرّجه مسلم (٢).

وجاء في تعيين هذه الأبواب لبعض العلماء كما جاء في حديث «الموطأ» و «صحيح البخاري» ومسلم عن أبي هريرة، أن رسول الله قال: «من أنفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة: يا عبد الله؛ هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الرّيان» فقال أبو بكر: يا رسول الله! ما على أحد يدعى من هذه الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من هذه الأبواب؟ قال: «نعم؛ وأرجو أن تكون منهم» (٣).


(١) أخرجه البخاري (٢٣٤٨، ٧٥١٩).
(٢) في «صحيحه» رقم (٢٣٤).
(٣) أخرجه مالك في «الموطأ» (٢٢/ ٤٩/٢) والبخاري (٢٨٤١، ٣٢١٦) ومسلم (١٠٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>