للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٥٣ - باب منه في عذاب الكافر في قبره]

ذكر الوائلي الحافظ في كتاب «الإنابة» له، من حديث مالك بن مغول، عن نافع، عن ابن عمر، قال: بينا أنا أسير بجنبات بدر؛ إذ خرج رجل من الأرض، في عنقه سلسلة يمسك طرفها أسود، فقال: يا عبد الله اسقني، فقال ابن عمر: لا أدري أعرف اسمي، أو كما يقول الرجل: يا عبد الله؟ فقال لي الأسود: لا تسقه فإنه كافر.

ثم اجتذبه فدخل به الأرض، قال ابن عمر: فأتيت رسول الله فأخبرته فقال: «أوقد رأيته؟ ذاك عدوّ الله أبو جهل بن هشام، وهو عذابه إلى يوم القيامة» (١).

***

[٥٤ - باب ما يكون منه عذاب القبر واختلاف أحوال العصاة فيه بحسب اختلاف معاصيهم]

(أبو بكر بن أبي شيبة) عن أبي هريرة عن النبي قال: «أكثر عذاب القبر من البول» (٢).

(البخاري ومسلم) عن ابن عباس قال: مر النبي على قبرين فقال: «إنهما ليعذّبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله، فدعا بعسيب رطب فشقه باثنين، ثم غرس على هذا واحدا وعلى هذا واحدا»، ثم قال: «لعله يخفف عنهما مال ييبسا» وفي رواية «كان لا يستتر عن البول أو من البول» رواهما مسلم. وفي كتاب أبي داود: «وكان لا يستتر من بوله». وفي حديث هناد بن السري «لا يستبرئ من البول» (٣) من الاستبراء. وقال البخاري: «وما يعذّبان


(١) لم أعثر عليه.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة (٣/ ٣٧٤) وأحمد (٢/ ٣٢٦، ٣٨٨، ٣٨٩) وابن ماجه (٣٤٨) والحاكم (١/ ١٨٣) والآجري في «الشريعة» (٢/ ١٨٣ - ١٨٤/ ٩٠٧، ٩٠٨).
وهو حديث صحيح، صحّحه الحاكم والبوصيري والألباني.
(٣) تقدّم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>