للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(الترمذي) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «يأتي على الناس زمان الصابر فيه على دينه كالقابض على الجمر» (١). قال: حديث غريب.

[فصل]

قوله: «بالوصيف» الوصيف: الخادم؛ يريد أن الناس يشتغلون عن دفن موتاهم حتى لا يوجد فيهم من يحفر قبر الميت ويدفنه، إلا أن يعطى وصيفا أو قيمته. وقد يكون معناه أن مواضع القبور تضيق عليهم فيبتاعون لموتاهم القبور كل قبر بوصيف.

وقوله: «غرقت بالدم»؛ أي لزمت، والفروق اللزوم فيه، ويروى غرقت، وأحجار الزيت: موضع بالمدينة.

روى الترمذي عن عمير مولى آبي اللحم، عن آبي اللحم، أنه رأى رسول الله يستسقي وهو مقنع بكفيه يدعو (٢).

وذكر عمر بن أبي شبة في «كتاب المدينة» على ساكنها الصلاة والسلام قال:

حدثنا محمد بن يحيى، عن ابن أبي فديك قال: أدركت أحجار الزيت ثلاثة أحجار مواجهة بيت ابن أم كلاب، وهو اليوم يعرف ببيت بني أسد، فعلا الكنيس الحجارة فاندفنت.

قال: وحدثنا محمد بن يحيى قال: أخبرني أبو ضمرة الليثي، عن عنان، عن ابن الحارث بن عبيدة، عن هلال بن طلحة الفهري، أن حبيب بن مسلمة الفهري كتب إليه أن كعبا سألني أن أكتب له إلى رجل من قومي عالم بالأرض. قال: فلما قدم كعب المدينة جاءني بكتابه ذلك، فقال: أعالم أنت بالأرض؟ قلت: نعم، وكانت بالزوراء حجارة يضع عليها الزياتون رواياهم، فأقبلت حتى جئتها، فقلت:

هذه أحجار الزيت، فقال كعب: لا والله ما هذه صفتها في كتاب الله، انطلق أمامي فإنك أهدى بالطريق مني، فانطلقنا حتى جئنا بني عبد الأشهل فقال: يا أبا هلال! إني أجد أحجار الزيت في كتاب الله تعالى، فسأل القوم عنها وهم يومئذ متوافرون، فسألهم عن أحجار الزيت وقال: إنها ستكون بالمدينة ملحمة عندها (٣).

[فصل]

وأما حديث ابن مسعود: «مثل الجمل الأورق» فقال الأصمعي: الأورق وهو


(١) أخرجه الترمذي (٢٢٦٠)، وصححه الألباني.
(٢) أخرجه الترمذي (٥٥٧) بإسناد ضعيف.
(٣) هذه الخبر وما قبله في «أخبار المدينة» لابن شبة (١/ ٣٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>