للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله : «حسنوا أكفان موتاكم، فإنّهم يتباهون ويتزاورون في قبورهم» (١). وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله عن رسول الله : «إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه» (٢).

***

[٣٨ - باب ما جاء في كلام القبر كل يوم وكلامه للعبد إذا وضع فيه]

(الترمذي) عن أبي سعيد الخدري ، قال: «دخل رسول الله مصلاّه فرأى ناسا يكثرون، فقال: أما أنكم لو أكثرتم من ذكر هادم اللذات لشغلكم عما أرى - يعني الموت - فأكثروا ذكر هادم اللذات؛ الموت، فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه، فيقول: أنا بيت الغربة، وأنا بيت الوحدة، وأنا بيت التراب، وأنا بيت الدود. فإذا دفن العبد المؤمن، قال له القبر: مرحبا وأهلا؛ أما إن كنت لأحبّ من يمشي على ظهري إليّ، فإذا وليتك اليوم وصرت إليّ فسترى صنيعي بك، فيتسع له مدّ بصره، ويفتح له باب إلى الجنة. وإذا دفن العبد الفاجر أو الكافر قال له القبر: لا مرحبا ولا أهلا، أما إن كنت لأبغض من يمشي على ظهري إليّ، فإذا ولّيتك اليوم وصرت إليّ فسترى صنيعي بك» قال: «فيلتئم عليه حتى يلتقي وتختلف أضلاعه» قال: قال رسول الله بأصابعه فأدخل بعضها في جوف بعض. قال: «ويقيّض الله له تسعين تنينا - أو قال تسعة وتسعين - لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا، فتنهشه حتى يفضي به إلى الحساب». قال: وقال رسول الله : «إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار». قال أبو عيسى: هذا حديث غريب (٣).

وخرّج هنّاد بن السّري قال: حدّثنا حسن الجعفي، عن مالك بن مغول، عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: «يجعل الله للقبر لسانا ينطق به فيقول: ابن آدم كيف نسيتني؟ أما علمت أني بيت الدود، وبيت الوحدة، وبيت الوحشة».

قال: وحدّثنا وكيع، عن مالك بن مغول، عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال:

«إن القبر ليبكي ويقول في بكائه: أنا بيت الوحشة، أنا بيت الوحدة، أنا بيت الدود».

وذكر أبو عمر بن عبد البرّ: روى يحيى بن جابر الطائي، عن ابن عائذ الأزدي،


(١) تقدّم تخريجهما.
(٢) تقدّم تخريجهما.
(٣) أخرجه الترمذي (٢٤٦٠) وقال الألباني في «ضعيف سنن الترمذي» (٤٣٧): «ضعيف جدا».

<<  <  ج: ص:  >  >>