للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢٧٧ - باب منه وفي عظم خلق الدجال وعظم فتنته، وسبب خروجه، وصفة حماره وسعة خطوه وفي حصره المسلمين في جبال الدخان وكم يمكث في الأرض، وفي نزول عيسى وقت السحر لقتل الدجال ومن اتبعه]

(مسلم) عن عمران بن حصين قال: سمعت رسول الله يقول: «ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال» في رواية: «أمر» بدل «خلق» (١).

وفي حديث تميم الداري قال: فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فإذا أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا، الحديث وسيأتي.

وعن ابن عمر أنه لقي ابن صياد في بعض طرق المدينة فقال قولا أغضبه، فانتفخ حتى ملأ السكة، فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها فقالت: يرحمك الله ما أردت من ابن صياد، أما علمت أن رسول الله قال: «إنما يخرج من غضبة يغضبها» (٢)، وسيأتي من أخبار ابن صياد ما يدل عليه أنه هو الدجال إن شاء الله تعالى.

وذكر قاسم بن أصبغ وخرجه الإمام أحمد بن حنبل في «مسنده» قال: حدّثنا محمد ابن سابق، حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : «يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم - أي قلة من أهله - وله أربعون ليلة يسيحها في الأرض، اليوم منها كالسنة، واليوم منها كالشهر، واليوم منها كالجمعة، ثم سائر أيامه كأيامكم هذه وله حمار يركبه عرض ما بين أذنيه أربعون ذراعا، فيقول للناس: أنا ربّكم وهو أعور وإن ربّكم ليس بأعور، مكتوب بين عينيه: كافر، يقرؤه كل مؤمن كاتب وغير كاتب، يرد كل ماء ومنهل إلا المدينة ومكة حرمهما الله تعالى عليه وقامت الملائكة بأبوابهما، ومعه جبال من خبز، والناس في جهد إلا من اتبعه، ومعه نهران أنا أعلم بهما منه، نهر يقول له: الجنة، ونهر يقول له:

النار، فمن أدخل الذي يسميه الجنة فهي النار، ومن أدخل الذي يسميه النار فهي الجنة قال:

وتبعث معه شياطين تكلم الناس ومعه فتنة عظيمة؛ يأمر السماء فتمطر فيما يرى الناس، ويقتل نفسا ثم يحييها فيما يرى الناس، فيقول للناس: أيها الناس هل يفعل مثل هذا إلا الرب؟! فيفر الناس إلى جبل الدخان وهو بالشام، فيأتيهم فيحاصرهم فيشتد حصارهم ويجهدهم جهدا


(١) أخرجه مسلم (٢٩٤٦).
(٢) أخرجه مسلم (٢٩٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>