واختلفت في الضريع؛ فقيل: هو النبت ينبت في الربيع، فإذا كان في الصيف يبس، واسمه إذا كان ورقه شبرق، وإذا تساقط ورقه فهو الضريع؛ فالإبل تأكله، حضر، فإذا يبس لم تذقه، وقيل: هو حجارة، وقيل الزقوم واد في جهنم.
وقال المفسرون: إن شجرة الزقوم أصلها في الباب السادس، وأنها تحيا بلهب النار كما تحيا الشجرة ببرد الماء، فلا بد لأهل النار من أن يتحدر إليها من كان فوقها فيأكلوا منها.
وقال أبو عمران الجوني في قوله تعالى: ﴿إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ﴾ [الدخان: ٤٣ - ٤٥] قال: بلغنا أن ابن آدم لا ينهش منها نهشة إلا نهشت منه مثلها. والمهل ما كان ذائبا من الفضة والنحاس، وقيل:
(البيهقي) عن محمد بن كعب القرظي قال: لأهل النار خمس دعوات يجيبهم الله في أربع فإذا كان في الخامسة لا يتكلّمون بعدها أبدا، يقولون: ﴿رَبَّنا أَمَتَّنَا اِثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اِثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ﴾ [غافر: ١١].