للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣٢ - باب ما يتبع الميت إلى قبره وبعد موته وما يبقى معه فيه]

(مسلم) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «يتبع الميت ثلاث، فيرجع اثنان ويبقى واحد؛ يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله» (١).

وروى أبو نعيم من حديث قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله :

«سبع يجري أجرها للعبد بعد موته وهو في قبره؛ من علّم علما، أو أجرى نهرا، أو حفر بئرا، أو غرس نخلا، أو بنى مسجدا، أو ورّث مصحفا، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته» (٢). هذا حديث غريب من حديث قتادة تفرّد به أبو نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي، عن العرزمي محمد بن عبيد الله، عن قتادة. وخرّجه الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني في سننه من حديث الزهري؛ حدثني أبو عبد الله الأغر، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «إن ما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته؛ علما علّمه ونشره، أو ولدا صالحا تركه، أو مصحفا ورّثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته تلحقه بعد موته» (٣).

وروى أبو هدبة إبراهيم بن هدبة قال: حدّثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «إنك لتصدّق عن ميتك بصدقة فيجيء بها ملك من الملائكة في أطباق من نور، فيقوم على رأس القبر فينادي: يا صاحب القبر الغريب؛ أهلك قد أهدوا إليك هذه الهدية فاقبلها، قال: فيدخلها إليه في قبره، ويفسح له في مداخله، وينوّر له فيه، فيقول: جزى الله أهلي عني خير الجزاء، قال: فيقول لزيق ذلك القبر أنا لم أخلف لي ولدا ولا أحدا يذكرني بشيء، فهو مهموم والآخر يفرح بالصدقة» (٤).

وقال بشار بن غالب: رأيت رابعة العدوية - يعني العابدة - في المنام، وكنت كثير الدعاء لها، فقالت لي: يا بشار هديتك تأتينا في أطباق من نور، عليها مناديل الحرير، وهكذا يا بشار دعاء المؤمنين الأحياء إذا دعوا لإخوانهم الموتى فاستجيب


(١) أخرجه البخاري (٦٥١٤) ومسلم (٢٩٦٠).
(٢) أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٢/ ٣٤٤) بإسناد ضعيف جدا، فمحمد بن عبيد الله العرزمي؛ «متروك» كما في «التقريب» (٦١٠٨).
(٣) أخرجه ابن ماجه (٢٤٢)، وحسنه الألباني في «صحيح سنن ابن ماجه» رقم (١٩٨).
(٤) تقدّم أن إبراهيم بن هدبة؛ متروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>