للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل كأن لم يكن تقضّى … وشؤمه حاضر عتيد

حصله كاتب حفيظ … وضمه صادق شهيد

يا حسرتا إن تنكبتنا … رحمة من بطشه شديد

يا رب عفوا فأنت مولى … قصر في حقه العبيد

***

[٤٨ - باب في سؤال الملكين للعبد وفي التعوذ من عذاب القبر وعذاب النار]

(البخاري) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «إن العبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، إنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد ؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله تعالى به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا».

قال قتادة: وذكر لنا أنه يفسح له في قبره أربعون ذراعا. وقال مسلم: سبعون ذراعا. ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون، ثم رجع إلى حديث أنس قال: «وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس. فيقال: لا دريت ولا تليت. ويضرب بمطارق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين» (١).

قلت: ليس عند مسلم: ثم رجع إلى حديث أنس إلى آخره، وإنما هو عند البخاري. فحديثه أكمل.

وقول الملكين: (ولا تليت): قال النحويون: الأصل في هذا الكلمة: الواو، أي: ولا تلوت، إلاّ أنها قلبت ياء ليتبع بها دريت. وقد جاء من حديث البراء: «لا دريت ولا تلوت» على ما رواه الإمام أحمد بن حنبل، أي لم تدر ولم تتل القرآن، فلم تنتفع بدرايتك ولا تلاوتك.

(ابن ماجه) عن أبي هريرة عن النبي قال: «إن الميت يصير إلى القبر فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا مشعوف، ثم يقال له: فيم كنت؟ فيقول:


(١) أخرجه البخاري (١٣٣٨، ١٣٧٤) ومسلم (٢٨٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>