للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي : «احضروا موتاكم ولقّنوهم، لا إله إلا الله، وبشّروهم بالجنة، فإن الحكيم من الرجال والنساء يتحيّر عند ذلك المصرع، وإن الشيطان أقرب من ابن آدم عند ذلك المصرع، والذي نفسي بيده لمعاينة ملك الموت أشدّ من ألف ضربة بالسيف، والذي نفسي بيده لا تخرج نفس عبد من الدنيا حتى يتألّم كلّ عضو منه على حياله» (١).

وروي عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: «حضر ملك الموت رجلا، قال: فنظر في قلبه فلم يجد فيه شيئا، ففكّ لحييه فوجد طرف لسانه لاصقا بحنكه يقول لا إله إلا الله، فغفر له بكلمة الإخلاص» (٢).

ذكره ابن أبي الدنيا في كتاب «المحتضرين» بإسناده. وخرّجه الطبراني بمعناه، وسيأتي في آخر أبواب الجنة إن شاء الله تعالى.

[١٢ - باب من حضر الميت فلا يلغو وليتكلم بخير وكيف الدعاء للميت إذا مات، وفي تغميضه]

(مسلم) عن أم سلمة قالت: قال رسول الله : «إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا، فإن الملائكة يؤمّنون على ما تقولن» قالت: فلما مات أبو سلمة أتيت النبيّ فقلت يا رسول الله: إن أبا سلمة قد مات فقال: «قولي: اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة». قال: فقلت، فأعقبني الله من هو خير منه؛ رسول الله (٣).

وعنها قالت: دخل رسول الله على أبي سلمة وقد شق بصره، فأغمضه ثم قال: «إن الروح إذا قبض تبعه البصر» فضج ناس من أهله، فقال: «لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنّون على ما تقولن» ثم قال: «اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا ربّ العالمين، وافسح له في قبره، ونوّر له فيه» (٤).


(١) تقدّم تخريجه.
(٢) أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (٩/ ١٠١٥/٢ و ٦/ ٥٤٥ - ٥٤٦/ ٩٢٣٥). وضعّفه الألباني في «ضعيف الجامع» رقم (٢٧٢٥).
(٣) أخرجه مسلم (٩١٩).
(٤) أخرجه مسلم (٩٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>