للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أنس: قال النبي : «تخرج النائحة من قبرها شعثاء غبراء، مسودة الوجه، زرقاء العينين، ثائرة الشعر، كالحة الوجه، وعليها جلباب من لعنة الله، ودرع من غضب الله، إحدى يديها مغلولة إلى عنقها، والأخرى قد وضعتها على رأسها، وهي تنادي: يا ويلاه ويا ثبوراه ويا حزناه، وملك وراءها يقول: آمين أمين، ثم يكون من بعد ذلك حظّها النار» (١).

(ابن ماجه) عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله : «النياحة على الميت من أمر الجاهلية، وإن النائحة إذا لم تتب قبل أن تموت فإنها تبعث يوم القيامة عليها سرابيل من قطران، ثم يعلى عليها بدرع من لهب النار» (٢).

وفي التنزيل: ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلاّ كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ﴾ [البقرة: ٢٧٥]. قال أهل التأويل: المعنى لا يقومون من قبورهم؛ قاله ابن عباس ومجاهد وابن جبير وقتادة والربيع والسدّي والضحاك وابن زيد وغيرهم، قال بعضهم: يجعل معه شيطان يخنقه. وقالوا: كلهم يبعث كالمجنون عقوبة له، وتمقيتا عند جميع أهل المحشر، فجعل الله هذه العلامة لأكلة الربا، وذلك أنه أرباه في بطونهم فأثقلهم فهم إذا خرجوا من قبورهم يقومون ويسقطون لعظم بطونهم وثقلها عليهم. نسأل الله الستر والسلامة والعافية في الدنيا والآخرة. وقال تعالى:

﴿وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ﴾ [آل عمران: ١٦١] وسيأتي.

وروي عن النبي : «من مات على مرتبة من المراتب بعث عليها يوم القيامة» (٣).

ذكره صاحب «القوت» وهو صحيح المعنى، يدل على صحته ما ذكرناه، وسيأتي لهذا الباب مزيد بيان في باب «بيان الحشر إلى الموقف» إن شاء الله تعالى.

***

[٧٣ - باب في بعث النبي من قبره]

(ابن المبارك) قال أخبرنا ابن لهيعة قال: حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن نبيه بن وهب؛ أن كعبا دخل على عائشة ، فذكروا رسول الله ، فقال كعب: «ما من فجر يطلع إلاّ نزل سبعون ألفا من الملائكة


(١) لم أعثر عليه فيما بين يديّ من المصادر.
(٢) أخرجه ابن ماجه (١٥٨٢)، وهو صحيح بشواهده، والحديث في «صحيح سنن ابن ماجه» (١٢٨٦).
(٣) أخرجه أحمد (٦/ ١٩) والحاكم (٢/ ١٤٢) وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>