للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به إلى السماء، فتلقاه أرواح المؤمنين، فيسألونه فيقولون: ما فعل فلان؟ فيقول:

أو لم يأتكم؟ فيقولون: لا والله ما جاءنا ولا مر بنا، سلك به إلى أمه الهاوية، فبئست الأم وبئست المربية.

وقال وهب بن منبه: إن لله في السماء السابعة دارا يقال لها البيضاء، تجتمع فيها أرواح المؤمنين، فإذا مات الميت من أهل الدنيا، تلقّته الأرواح، فيسألونه عن أخبار الدنيا كما يسائل الغائب أهله إذا قدم إليهم. ذكره أبو نعيم .

[فصل]

هذه الأخبار وإن كانت موقوفة فمثلها لا يقال من جهة الرأي.

وقد خرّج النسائي بسنده عن أبي هريرة أن رسول الله قال - الحديث - وفيه: «فيأتون به أرواح المؤمنين، فلهم أشدّ فرحا من أحدكم بغائبه يقدم عليه فيسألونه: ما فعل فلان؟ ما فعلت فلانة؟ فيقولون: دعوه فإنه كان في غم الدنيا، فإذا قال: أو ما أتاكم؟ قالوا: ذهب به إلى أمه الهاوية» (١). وذكر الحديث، وسيأتي بكماله إلى شاء الله تعالى.

وخرّج الترمذي الحكيم في «نوادر الأصول» قال: حدّثنا أبي ، قال: حدّثنا قبيصة، عن سفيان، عن أبان بن أبي عيّاش، عن أنس قال: قال رسول الله : «إن أعمالكم تعرض على عشائركم وأقاربكم من الموتى، فإن كان خيرا استبشروا، وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لا تمتهم حتى تهديهم لما هديتنا» (٢).

وخرّج من حديث عبد الغفور بن عبد العزيز، عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله : «تعرض الأعمال يوم الاثنين ويوم الخميس على الله، وتعرض على الأنبياء وعلى الآباء والأمهات يوم الجمعة، فيفرحون بحسناتهم وتزداد وجوههم بياضا وتشرق، فاتقوا الله عباد الله لا تؤذوا موتاكم بأعمالكم» (٣). وروى أبو هريرة عن النبي قال: «إن أرواحكم تعرض إذا مات أحدكم على عشائركم وموتاكم، فيقول بعضهم لبعضهم: دعوه يستريح فإنه كان في كرب، ثم يسألونه: ما عمل فلان؟ وما عملت فلانة؟


(١) أخرجه النسائي (٤/ ٨ - ٩) وصححه الألباني في «صحيح الجامع» (٥٠٤).
(٢) إسناده ضعيف جدا؛ أبان بن أبي عياش متروك.
وأخرجه أحمد (٣/ ١٦٤ - ١٦٥) من طريق: سفيان عمن سمع أنس.
والمبهم هنا، هو أبان بن أبي عياش، كما عند الترمذي الحكيم.
والحديث ضعفه الألباني في «السلسلة الضعيفة» (٨٦٣).
(٣) حديث موضوع؛ انظر «الضعيفة» (١٤٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>