للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال: ﴿وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ﴾ والعبقري: ثياب منقوشة تبسط، فإذا قال خالق النقوش: إنها حسان، فما ظنك بتلك العباقر، والعبقري: قرية من ناحية اليمن - فيما بلغنا - ينسج فيها بسط منقوشة (١)، فذكر الله ما خلق في تلك الجنتين من البسط المنقوشة الحسان والرفرف الخضر. وإنما ذكر لهم من الجنان ما يعرفون أسماءها هنا؛ فبان تفاوت هاتين الجنتين.

وقد روي عن بعض السلف: فإذا هو يشير إلى أن هاتين الجنتين من دونهما، أي: أسفل منهما وأدون، فكيف يكون مع هذه الصفة أدون؟ فحسبته لم يفهم الصفة. ذكره في الأصل التاسع والثمانين من كتاب «نوادر الأصول».

[فصل]

لما قال الله : ﴿وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ﴾ ثم قال: ﴿وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ﴾ دل على أن الجنان أربع، لا سبع، على ما يأتي بيانه إن شاء الله تعالى.

***

١٧٨ - باب صفة الجنة ونعيمها، وما أعدّ الله لأهلها فيها

(مسلم) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : يقول الله ﷿: «أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ذخرا بله ما أطلعتكم عليه»، ثم قرأ رسول الله : ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾ (٢) [السجدة: ١٧].

بله: بمعنى غير. وقيل: اسم من أسماء الأفعال بمعنى دع.

(ابن ماجه) عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله ، ذات يوم لأصحابه:

«ألا مشمّر للجنة؟ فإن الجنة لا خطر لها، هي وربّ الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز، وقصر مشيّد، ونهر مطرد، وفاكهة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة في مقام أبد في جدة ونضرة، في دار عالية سليمة بهية» قالوا: نحن المشمرون لها يا رسول الله. قال: «قولوا إن شاء الله». ثم ذكر الجهاد وحضّ عليه (٣).


(١) انظر «معجم البلدان» (٥٦/ ٢٩٥) - إحياء التراث العربي -.
(٢) أخرجه البخاري (٣٢٤٤، ٤٧٧٩، ٤٧٨٠) ومسلم (٢٨٢٤).
(٣) أخرجه ابن ماجه (٤٣٣٢)، وضعّفه الألباني.

<<  <  ج: ص:  >  >>