للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن غضيف بن الحارث قال: «أتيت بيت المقدس أنا وعبد الله بن عبيد بن عمير قال:

فجلسنا إلى عبد الله بن عمرو بن العاص فسمعته يقول: إن القبر يكلّم العبد إذا وضع فيه فيقول: يا ابن آدم ما غرك بي؟! ألم تعلم أني بيت الوحدة؟ ألم تعلم أني بيت الظلمة؟ ألم تعلم أني بيت الحق؟ يا ابن آدم ما غرك بي؟! لقد كنت تمشي حولي فدادا. قال ابن عائذ:

قلت لغضيف: ما الفداد يا أبا إسماعيل؟ قال كبعض مشيتك يا ابن أخي. قال غضيف: فقال صاحبي - وكان أكبر مني - لعبد الله بن عمرو: فإن كان مؤمنا فماذا له؟ قال: يوسع له في قبره، ويجعل منزله أخضر، ويعرج بروحه إلى السماء» ذكره في كتاب «التمهيد» (١).

وذكر أبو محمد عبد الحق في كتاب «العاقبة» عن أبي الحجّاج الثمالي قال:

قال رسول الله : «يقول القبر للميت إذا وضع فيه: ويحك يا ابن آدم ما غرك بي؟ ألم تعلم أني بيت الفتنة، وبيت الظلمة، وبيت الدود، ما غرّك إذ كنت تمر بي فدادا؟» قال:

«فإن كان صالحا أجاب عنه مجيب القبر، فيقول: أرأيت إن كان ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر»؟ قال فيقول القبر: «فإني أعود عليه خضرا ويعود جسده نورا، وتصعد روحه إلى رب العالمين». ذكر هذا الحديث أبو أحمد الحاكم في كتاب «الكنى» وذكره أيضا قاسم بن أصبغ قال: قيل لأبي الحجاج ما الفداد؟ قال: الذي يقدم رجلا ويؤخّر أخرى؛ يعني الذي يمشي مشية المتبختر (٢).

وذكر ابن المبارك، قال: أخبرنا داود بن نافذ قال: سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير يقول: بلغني أن الميت يقعد في حفرته وهو يسمع وخط مشيّعيه، ولا يكلّمه شيء أول من حفرته، فتقول: ويحك يا ابن آدم؛ أليس قد حذّرتني وحذّرت ضيقي وظلماتي ونتني وهولي، هذا ما أعددت لك فما أعددت لي (٣)؟.


(١). (١٨/ ١٤٥).
(٢) أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (٣٧٧/ ٩٤٢/٢٢) وفي «مسند الشاميين» (١٤٩٩) وأبو نعيم في «الحلية» (٦/ ٩٠) وأبو أحمد الحاكم في «الأسامي والكنى» (٤/ ٨٦ - ٨٧/ ١٧٦٢) وابن أبي الدنيا في «القبور» كما في «أهوال القبور» لابن رجب.
من طريق: بقية بن الوليد، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن الهيثم بن مالك، عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي، عن أبي الحجاج الثمالي به مرفوعا.
قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٣/ ٤٥ - ٤٦): «فيه أبو بكر بن أبي مريم؛ وفيه ضعف لاختلاطه».
قلت: وكذا بقية بن الوليد؛ فهو مدلّس.
وقد حكم العراقي في تخريج «الإحياء» (٤/ ٤٩٨) على إسناد الحديث بالضعف.
(٣) أخرجه ابن المبارك كما في زوائد نعيم بن حماد على «الزهد» رقم (١٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>