للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقتل ولا رحم قاتله - يوم الجمعة لعشر خلون من المحرم سنة إحدى وستين بكربلاء، بقرب موضع يقال له الطف، بقرب من الكوفة.

قال أهل التواريخ: لما مات معاوية وأفضت الخلافة إلى يزيد وذلك سنة ستين، ووردت البيعة على الوليد بن عتبة بالمدينة ليأخذ بالبيعة إلى أهلها أرسل إلى الحسين بن علي وإلى عبد الله بن الزبير ليلا فأتى بهما فقال: بايعا. فقالا:

مثلنا لا يبايع سرّا، ولكن نبايع على رؤوس الناس إذا أصبحنا، فرجعا إلى بيوتهما وخرجا من ليلتهما إلى مكة، وذلك ليلة الأحد لليلتين بقيتا من رجب، فأقام الحسين بمكة شعبان ورمضان وشوالا وذا القعدة، وخرج يوم التروية يريد الكوفة، فبعث عبيد الله بن زياد خيلا لقتل الحسين وأمر عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص، فأدركه بكربلاء، وقيل: إن عبيد الله بن زياد كتب إلى الحر بن يزيد الرياحي أن جعجع بالحسين. قال أهل اللغة: أراد احبسه وضيّق عليه و «الجعجع» و «الجعجاع» الموضع الضيق من الأرض، ثم أمده بعمر بن سعد في أربعة آلاف، ثم ما زال عبيد الله يزيد العساكر ويستفز الجماهير إلى أن بلغوا اثنين وعشرين ألفا وأميرهم عمر بن سعد، ووعده أن يملكه مدينة الريّ فباع الفاسق الرشد بالغيّ، وفي ذلك يقول:

أأترك ملك الريّ والريّ منيتي … وأرجع مأثوما بقتل حسنين

فضيق عليه اللعين أشدّ تضييق، وسد بين يديه وضح الطريق، إلى أن قتله يوم الجمعة، وقيل يوم السبت العاشر من المحرم.

وقال ابن عبد البر في «الاستيعاب»: قتل يوم الأحد لعشر مضين من المحرم بموضع من أرض الكوفة يقال له: كربلاء، ويعرف بالطف أيضا، وعليه جبة خز دكناء، وهو ابن ست وخمسين سنة. قاله نسابة قريش الزبير بن بكار، ومولده لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة وفيها كانت غزوة ذات الرقاع، وفيه قصرت الصلاة، وتزوج رسول الله أم سلمة، واتفقوا على أنه قتل يوم عاشوراء العاشر من المحرم سنة إحدى وستين، ويسمى عام الحزن وقتل معه اثنان وثمانون رجلا من الصحابة مبارزة، منهم الحر بن يزيد لأنه تاب ورجع مع الحسين، ثم قتل جميع بنيه إلا عليّا المسمى بعد ذلك بزين العابدين، كان مريضا أخذ أسيرا بعد قتل أبيه، وقتل أكثر إخوة الحسين وبني أعمامه ، ثم أنشأ يقول:

يا عين ابكي بعبرة وعويل … واندبي إن ندبت آل الرسول

سبعة كلهم لصلب عليّ … قد أصيبوا وتسعة لعقيل

<<  <  ج: ص:  >  >>