للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: أصحاب الأعراف ينتهي بهم إلى نهر يقال له الحياة حافتاه قصب الذهب، قال: أراه قال: مكلل باللؤلؤ، فيغتسلون منه اغتسالة فيبدو في نحورهم شامة بيضاء ثم يعودون فيغتسلون فكلما اغتسلوا زادت بياضا فيقال لهم تمنوا فيتمنّون ما شاءوا قال فيقال لهم لكم ما تمنيتم وسبعين ضعفا قالوا فهم مساكين أهل الجنة - وفي رواية -: فإذا دخلوا الجنة وفي نحورهم تلك الشامة البيضاء فيعرفون بها قال فهم يسمون في الجنة مساكين أهل الجنة (١).

واختلف العلماء في تعيينهم على اثني عشر قولا:

الأول: ما تقدم ذكره في الحديث وهو قول ابن مسعود وكعب الأحبار كما ذكرنا وذكره ابن وهب عن ابن عباس.

الثاني: قوم صالحون فقهاء علماء قال مجاهد.

الثالث: هم الشهداء ذكره المهدوي.

الرابع: هم فضلاء المؤمنين والشهداء فرغوا من شغل أنفسهم وتفرغوا لمطالعة أحوال الناس ذكره أبو نصر عبد الرحيم بن عبد الكريم القشيري.

الخامس: هم المستشهدون في سبيل الله الذين خرجوا عصاة لآبائهم قاله شرحبيل بن سعد وذكر الطبري في ذلك حديثا عن رسول الله وأنه تعادل عقوقهم واستشهادهم.

السادس: هم العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيهم ببياض الوجوه مبغضيهم بسواد الوجوه ذكره الثعلبي عن ابن عباس.

السابع: هم عدول القيامة الذين يشهدون على الناس بأعمالهم وهم في كل أمة ذكره الزهراوي واختاره النحاس.

الثامن: هم قوم أنبياء قاله الزجاج.

التاسع: هم قوم كانت لهم صغائر لم تكفر عنهم بالآلام والمصائب في الدنيا وليست لهم كبائر فوقفوا وليست لهم كبائر فيحبسون عن الجنة لينالهم بذلك غم فيقع في مقابلة صغائرهم حكاه ابن عطية القاضي أبو محمد في تفسيره.

العاشر: ذكره ابن وهب عن ابن عباس قال: أصحاب الأعراف الذين ذكر الله في القرآن أصحاب الذنوب العظام من أهل القبلة. وذكره ابن المبارك قال:


(١) إسناده ضعيف.
وأخرجه عبد الله بن المبارك في «الزهد» (١٣٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>