القصيدة فوصل فيه إلى أثناء باب الهمز وهو شرح متكلف للتصنيف أخبرني شيخنا عبد الوهاب بن السلار أنه كان يكتب مسودته في لوح فيمحي ويكتب حتى يستقر رأيه على شيء فيكتبه، قلت: فكأنه كان من العلماء الذي يصعب عليهم التصنيف، وله مؤلف في وقف حمزة وهشام، وقع له فيه بعض وهم وله التذكرة في الرد على من رد تفخيم الألف وأنكره رأيته بخطه في كراس يشير إلى أن الألف التي تقع بعد حرف التفخيم إنما تكون مفخمة تبعا لما قبلها غير مرققة خلافا لمن نص على الترقيق، أضرّ بآخر عمره.
قرأ عليه السيف أبو بكر بن الحريري والشيخ أحمد بن محمد بن يحيى بن نحلة وشيخنا أحمد ابن إبراهيم بن الطحان والصلاح بن إسماعيل الحراني القزاز ولبعض القراءات شيخنا أبو العباس بن الكفري وعبد الوهاب بن السلار ومحمد بن أحمد بن اللبان وإبراهيم بن أحمد الحريري البعلي.
ورأيت ترجمته في طبقات الحافظ الذهبي، وقد كتب ابن بضحان فوقها بقلم ثخين ما لا ينبغي كتابته، وبالغ في ذلك، ونسب الذهبي إلى الكذب، فرأيته على هامشي الكتاب بخط الذهبي، أنا أعلم من أين أتيت فإنني زدته والله ما لا يستحقه وأغضيت عن أمور مكشوفة فلنا وله وقفة بين يدي رب العالمين.
قلت: فأخبرني الشيخ إبراهيم بن أحمد الحريري بالقاهرة قال: كانت معي نسخة الطبقات بخط أبي عبد الله الذهبي المؤلف وقد استعرتها منه من بيته بتربة أم الصالح وكان شيخ الحديث بها فخرجت فإذا شيخنا ابن بضحان في مجلس الإقراء بها فقال: ما هذا الذي معك؟ فقلت: طبقات القراء للذهبي فقال: أرني حتى أبصر ترجمتي قال: فأخذه مني فنظر فيه ثم قال: اجعله عندي إلى غد، فاستحييت منه وقلت: بسم الله، فأخذه مني، فلما كان في اليوم الثاني أخرجه، وقد كتب على خط الذهبي ما كتب قال: فكيف بقي حالي مع الذهبي قال:
فجئت إلى الذهبي وأنا في حالة من الحياء الله يعلم بها، قال: فسألني فأجتبه وأنا في غاية الانكسار بصورة الحال فقال: يا ابني ليس لك ذنب أنت معذور ثم نظر في خط الشيخ ابن