للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عودنا من مصر وإتمام أخيه القراءات، وأجازه مشايخ العصر، وحضر على أكثرهم، ثم رحلت به وبإخوته إلى مصر فسمع الشاطبية من إبراهيم الشامي بسماعه من القاضي بدر الدين بن جماعة وكتاب المصباح في العشر لأبي الكرم بسماعه من أبي حيان، وسمع كثيرا في القراءات بقراءة أخيه أبي بكر أحمد، وأظنه قرأ عليه الفاتحة وكتاب الهادي لابن سفيان من ابن السويداوي بسماعه من أبي حيان، ولما عدنا إلى دمشق سمع البخاري من خطيب مسجد الجورزيره والحجار وعدة من سماعه من القاضي سليمان وجزء الدينار وغيره من أبي هريرة ابن الحافظ الذهبي، ولما دخلت الروم حضر إليّ سنة إحدى وثمانمائة فصلى بالقرآن وحفظ المقدمة والجوهرة، وأكمل عليّ جمع القراءات العشر في ذي القعدة سنة ثلاث، ثم أعادها في ختمة فختمها في يوم الاثنين وهو يوم الوقفة تاسع الحجة سنة أربع وثمانمائة ثم لحقني إلى مدينة كش في أيام الأمير تمر أوائل سنة سبع وثمانمائة ثم كان في صحبتي إلى شيراز وأكمل بها أيضا القراءات العشر في شهور سنة تسع وثمانمائة [ … ] (*).

[٣٤٣٥] محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد النسائي شيخنا الإمام العالم الصالح

المحدث الولي أبو محمد الجمالي الشافعي، ولد بعيد السبعمائة، وحفظ القرآن ببلاده ودخل خوارزم وهراة وشيراز فسمع المسلسلات السعيدية من مخرجها سعيد الدين محمد الكازروني في سنة خمس وأربعين ودخل بغداد فاعتقدته دلشاد أم أويس (٤٩٨٤)، ثم قدم دمشق بعد الخمسين وسبعمائة فسمع من ابن الخباز وغيره، ورحل إلى مصر فسمع من الميدومي وغيره وأخبرني أنه قرأ القراءات، وكان له بها إلمام، وأظنه يرويها عن الشيخ علي الواسطي الذي زعم يرويها عن الإسكندري عن الشاطبي كما قدمنا، وكان جامعا لأنواع الجمال من الشكل الحسن والخلق والخلق حسن الصوت وحسن الكتابة وحسن النظم وحسن الطريقة والزهد والعبادة سمعت منه، وقرأت عليه، وكان له إليّ ميل كثير، وعناية بالغة، توفى في شهور سنة أربع وثمانين وسبعمائة بدمشق ودفن بسفح قاسيون.


(*) بياض في الأصل.
(٤٩٨٤) هو أويس بن حسن ملك العراق وخراسان، (البداية والنهاية ١٤/ ١٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>