إن الحمد لله، تعالى شأنه، وجل جلاله، وعز ملكه، وعظم قدره، وصدق وعده، وأعز جنده، ونصر عبده، عنت له الوجوه، وخشعت له الأصوات، ودانت له الرقاب، وسجدت له الجباه، وخضعت له النفوس.
نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأشهد أن لا إله إلا هو، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، المبعوث إلى الثقلين إنسا وجنّا، والمنعوت بالخلق الكريم، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته ونهج نهجه وسار على سنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
إن من الموسوعات المتخصصة التي اعتنت بتاريخ المقرئين هي:
«طبقات القراء للإمام العلامة محمد بن الجزري» والمسماة بغاية النهاية التي اختصرها من كتابه المسمى:
«نهاية الدرايات في أسماء رجال القراءات».
حيث جمع فيه جميع ما في كتابي الحافظين: أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني، وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في:«طبقات القراء» وزاد عليهما فأورد فيه ما يزيد على ثلاثة آلاف وتسعمائة وخمسين ترجمة من عصر الصحابة إلى عصره، فأتى فيه بفوائد جمة، ولهذا العلم الذي يبحث في أسماء القراء وشيوخهم وتلامذتهم وأخبارهم فائدته حتى لا يدخل التدليس في الإسناد.