للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البصرة وكان قد رحل إليه المقرئ الفاضل المبرز أبو الحسن طاهر بن عزيز الأصبهاني فجمع عليه ختمة بالعشر بمضمن الطيبة والنشر، ثم شرع في ختمة لقتيبة ونصير عن الكسائي وفارقه بالبصرة وتوجه معه المولى معين الدين بن عبد الله ابن قاضي كازرون فوصلا إلى قرية عنيزة (٤٩٨٢) من نجد وتوجها منها فأخذهم الأعراب من بني لام بعد مرحلتين فرجعا إلى عنيزة فنظم بها الدرة في قراءات الثلاثة حسبما تضمنه تحبير التيسير، وعرض المولى معين الدين ختمة بقراءة أبي جعفر ختمها بالمدينة ثم ختمة لابن كثير ختمها بمكة، وكان يقرأ عليه في أثناء الطريق قراءة عاصم فأتمها وحفظ أكثر الطيبة، وفتح الله تعالى بالمجاورة بالمدينة وبمكة في سنة ثلاث وعشرين بعد أخذ الأعراب له ورجوعه إلى عنيزة وفي إقامته بالمدينة قرأ عليه شيخ الحرم الطواشي وألف في القراءات كتاب نشر القراءات العشر في مجلدين ومختصره التقريب وتحبير التيسير في القراءات العشر وهذا الكتاب وهو تاريخ القراء وطبقاتهم مختصرا من أصله، ولما أخذه أمير تمر إلى ما وراء النهر ألف شرح المصابيح في ثلاثة أسفار وألف غير ذلك في التفسير والحديث والفقه والعربية، ونظم كثيرا في العلوم، ونظم غاية المهرة في الزيادة على العشرة قديما، ونظم طيبة النشر في القراءات العشر، والجوهرة في النحو، والمقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه، وغير ذلك في فنون شتى قال الفقير المغترف من بحاره: توفى شيخنا ضحوة الجمعة لخمس خلون من أول الربيعين سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بمدينة شيراز ودفن بدار القرآن التي أنشأها وكانت جنازته مشهورة تبادر الأشراف والخواص والعوام إلى حملها وتقبيلها ومسها تبركا بها، ومن لم يمكنه الوصول إلى ذلك كان يتبرك بمن تبرك بها، وقد اندرس بموته كثير من مهام الإسلام.

[٣٤٣٣] محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الجزري ولد-المتقدم ذكره-أبو الفتح

الشافعي،

ولد يوم الأربعاء ثاني شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعين وسبعمائة بدمشق المحروسة، وحضر في هذه السنة كتابي أبي داود والترمذي كاملا على عمر بن أميلة وشيئا من


(٤٩٨٢) عنيزة: بضم العين وفتح النون وبعدها ياء وزاي معجمة، كما في معجم البلدان (٣/ ٢٥٩).
[٣٤٣٣] الضوء اللامع (١/ ٢٨٧)، إنباء الغمر (٧/ ٤٣ - ٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>