للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي موسى الشيزري، قرأ عليه إسماعيل بن الحسن الخاشع بعسقلان.

[٢٣١٧] علي بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الأحد بن عبد الغالب بن عطاس

الإمام العلامة علم الدين أبو الحسن الهمداني السخاوي المقرئ المفسر النحوي اللغوي الشافعي شيخ مشايخ الإقراء بدمشق، ولد سنة ثمان أو تسع وخمسين وخمسمائة بسخا (٣٦٢٨) من عمل مصر وسمع بإسكندرية من السلفي وأبي طاهر بن عوف، وبمصر من عساكر بن علي والبوصيري وابن ياسين غيرهم، قرأ القراءات بالديار المصرية على ولي الله أبي القاسم الشاطبي وبه انتفع وعلى أبي الجود وأبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي وعساكر بن علي ثم رحل إلى دمشق فقرأ القراءات الكثيرة على أبي اليمن الكندي، وأخذ عنه النحو واللغة والأدب وروى كتاب المصباح لأبي الكرم الشهرزوري بقراءته عن داود بن أحمد بن محمد البغدادي عن المؤلف سماعا، وسمع من القاسم بن عساكر وحنبل بن عبد الله وابن طبرزد وغيرهم، وكان إماما علامة محققا، مقرئا مجودا، بصيرا بالقراءات وعللها، إماما في النحو واللغة والتفسير والأدب أتقن هذه العلوم اتقانا بليغا، وليس في عصره من يلحقه فيها، وكان عالما بكثير من العلوم غير ذلك مفتيا أصوليا مناظرا، وكان مع ذلك دينا خيرا، متواضعا، مطرح التكلف، حلو المحاضرة، حسن النادرة، حاد القريحة، من أذكياء بني آدم، وافر الحرمة، كبير القدر، محببا إلى الناس، ليس له شغل إلا العلم والإفادة، أقرأ الناس نيفا وأربعين سنة بجامع دمشق عند رأس يحيى بن زكريا ثم بتربة أم الصالح ولأجله بنيت وبسببه جعل شرطها على الشيخ أن يكون أعلم أهل البلد بالقراءات فقصده الطلبة من الآفاق وازدحموا عليه وتنافسوا في الأخذ عنه، قال الحافظ أبو عبد الله في تاريخ الإسلام: قرأ عليه خلق كثير إلى الغاية ولا أعلم أحدا من القراء في الدنيا أكثر أصحابا منه (٣٦٢٩).


[٢٣١٧] معجم الأدباء (١٥/ ٦٥ - ٦٦)، انباه الرواة (٢/ ٣١١)، بغية الوعاة (٣٤٩).
(٣٦٢٨) سخا من أعمال الغربية (لب اللباب:٩٧، ومعجم البلدان ٢/ ٤٣٦)، لكنها الآن من أعمال محافظة كفر الشيخ بمصر العربية.
(٣٦٢٩) انظر تاريخ الإسلام (١٠/ ٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>