للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٦١٦] عبد الرحمن بن مرهف بن عبد الله بن يحيى بن ناشرة تقي الدين أبو القاسم

الناشري الشافعي المصري مقرئ

حاذق عارف متقن، ولد سنة ثمانين وخمسمائة، وأخذ القراءات عن أبي الجود (٢٦٤٦)، وتصدر بالجامع العتيق (٢٦٤٧) فاشتهر اسمه وبعد صيته قرأ عليه بالروايات محمد بن أحمد الصائغ ومحمد بن عبد الملك النجار وأبو بكر بن ناصر المبلط وأحمد ابن محمد بن أحمد العسقلاني، حدثني شيخنا أبو بكر بن آي دغدي الشمسي قال: حكى لنا شيخنا الصائغ قال: لمّا وصلت في القراءات على شيخنا ابن ناشرة إلى سورة الفجر منعني الختم كأنه استصغرني على الإجازة قال: فشقّ ذلك عليّ وجئت إلى شيخنا الكمال الضرير فعرفته فقال: إذا كان الغد وجلس الشيخ خذ بيدي إليه، قال: فلما أصبحنا وجاء الشيخ أتيت الكمال الضرير فأخذت بيده من موضعه إلى عند ابن ناشرة فتحادثا ساعة ثم قال: لم لم تدع هذا يختم؟ فقال: يا سيدي الناس كثير وهذا صغير والله يعلم متى ينقرض هؤلاء الذين قرءوا علينا قال فأمسك الشيخ الكمال بفخذيه وقال: اسمع نحن نجيز من دب ودرج عسى أن ينبل منهم شخص ينفع الناس ونذكر به وما يدريك أن يكون هذا وأشار إليّ قال: فو الله لقد كانت مكاشفة (٢٦٤٨) من الشيخ كمال الدين فإنه لم يبق على وجه الأرض من أولئك الخلائق من يروي عنهما غيري، قلت: مات سنة إحدى وستين وستمائة.


[١٦١٦] معرفة القراء الكبار (١٠٣٧)، تذكرة الحفاظ (٤/ ١٤٥٣)، الوافي (١٨/ ٢٦٦)، تاريخ الإسلام (٤٩/ ٤٩).
(٢٦٤٦) هو غياث بن فارس بن مكي، أبو الجود اللخمي، ستأتي ترجمته برقم (٢٥٤١).
(٢٦٤٧) الجامع العتيق ويقال له: تاج الجوامع، وجامع عمرو بن العاص وهو أول مسجد أسس بديار مصر بفسطاطها بعد فتح مصر. (انظر المواعظ والاعتبار ٢/ ٤٥٣).
(٢٦٤٨) المكاشفة من كاشف، وكاشفه وكاشف عليه: إذا ظهر له، ومنه المكاشفة عند الصوفية، قال صاحب تاج العروس (٦٠٩٦). وما ذكره المصنف في الخبر لا مانع منه فلا شبهة فيه فهو من الكرامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>