للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وثلاثة يقرءون عليه في أماكن مختلفة دفعة واحدة وهو يرد على الجميع (٣٦٣٠).

قال الذهبي: وفي نفسي شيء من صحة الرواية على هذا النعت لأنه لا يتصور أن يسمع مجموع الكلمات (٣٦٣١).

قلت: بل في النفس مما قاله الذهبي شيء، ألم يسمع وهو يرد على الجميع مع أن السخاوي لا نشك في ولايته؟ وقد أخبرني جماعة من الشيوخ الذين أدركتهم عن شيوخهم أن بعض الجن كان يقرأ عليه وقضيته التي حكاها العدل شمس الدين محمد بن إبراهيم الجزري في تاريخه مع تلميذه في حق جاريته معروفة ذكرتها في الطبقات الكبرى تدل على مقداره، وذكره العماد الكاتب في السيل والذيل فقال: علي بن محمد السخاوي عرض له قاضي الإسكندرية على السلطان الملك الناصر صلاح الدين هذه القصيدة بظاهر عكة بالعسكر المنصور سنة ست وثمانين وخمسمائة وأثنى على فضله وفهمه وأدبه وهي:

بين الفؤادين من صب ومحبوب … يظل ذو الشوق في سد وتقريب

صبر المتيم في قرب الديار به … أولى من الصبر في نأي وتغريب

وهي طويلة أورد منها العماد قطعة في مدح السلطان ثم قال الذهبي في تاريخ الإسلام:

وقد مدح الأديب رشيد الدين الفارقي بقصيدته التي أولها:

فاق الرشيد فأمت نحوه الأم … وصد عن جعفر وردا له أمم

وبين وفاتي المذكورين أكثر من مائة سنة (٣٦٣٢). قلت: صدق لأن الناصر صلاح الدين يوسف توفي في صفر سنة تسع وثمانين وخمسمائة وتوفي الرشيد الفارقي سنة تسع وثمانين وهذا ما نعلم مثله وقع، قال أبو شامة: وفي ثاني عشر جمادى الآخرة يعني سنة ثلاث وأربعين


(٣٦٣٠) انظر وفيات الأعيان (٣/ ٣٤١).
(٣٦٣١) انظر معرفة القراء (٣٤١) ط. دار الكتب العلمية.
(٣٦٣٢) انظر تاريخ الإسلام (١٠/ ٣٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>